============================================================
وقد قال عبد الله بن المبارك(1) نفع الله به في قوله تعالى: ( وجهدوأ فى الله حق جهادهء) [الحج: 78] هو ثجاهدة النفس والهوى، وذلك حق الجهاد وهو الجهاد الأكبر على ما روي في الخبر أن رسول الله قال حين رجع من بعض غزواته "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"(2).
النفس هي العدو الأكبر: وذلك أن النفس هي العدو الأكبر الذي بين جنبيك ومفاسده مؤبدة عليك، وإنما شرع الجهاد على الكفار لدفع مفاسدهم عن المسلمين العابدين لله، والنفس أعظم عائق منهم وذلك لأنها أكبر الأعداء، لها دواعي مشتهية وأهوية مختلفة محبطة إلى السفل والهلاك الكلى، مع إنه لا يجوز إتلافها لأنها المركب، ولا يجوز أيضا تركها، فلا بد من الجامها بلجام التقوى ومنعها عن دواعيها وأهويتها المختلفة التي لا يطلع عليها إلا آحاد المحققين المارسين لها.
كيفية إماتة النفس: فلا بد من جهادها بما يفيدها موتا جديدا كل حين، وإليه الإشارة (1) هو الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن الميارك بن واضح الحنظلي التميمي المروزي، مولده سنة 118ه وكان مسكنه بخراسان، وارتحل كثيرا مجاهذا وحاجا وتاجرا، وله عدة مؤلفات، وكانت وفاته سنة 181ه بمدينة هيت على نهر الفرات في العراق ودفن بها لما رجع من غزو بلاد الروم. ابن خلكان: وفيات الأعيان 3: 32 - 33، الصفدي: الوافي بالوفيات 17: 419، الشعراني: الطبقات الكبرى 59:1 -10، الزركلي4: 115.
(2) رواه البيهقي في كتاب الزهد ص198 والخطيب البغدادي في تاريخه 13: 493 وقد حسنه الإمام الحافظ أحمد ابن الصديق الغماري في جزء حديثي خاص كما ذكر ذلك في كتابه المداوي لعلل الجامع الصغير والمناوي.
صفحہ 24