عرائس البیان فی حقائق القرآن
عرائس البيان في حقائق القرآن
اصناف
غيبي في علم اليقين وعين اليقين ، فقال : ( بلى ) ولكن أسأل مشاهدة الغيب.
وقال بعضهم : هذا السؤال على شرط الأدب ، كأنه يقول : أقدرني على إحياء الموتى ، يدل عليه قوله : ( قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) والطمأنينة لا تكون ضد الشك ، قوله : ( ليطمئن قلبي ) على هذه الشهوة والمنية.
وقيل : ( أرني كيف تحي الموتى ) القلوب الميتة عنك بإحيائها بك.
قيل : ( أولم تؤمن ) أي : لست كنت لتستدل علينا بالشمس والقمر وأفعالنا ، فأسقطنا عنك علة الاستدلال ، وكنا دليلك علينا.
وقال بعضهم : اعلم أن الخليل مع خليله مختال في أموره حتى يجد قربا إلى خليله ، أو سماعا لكلامه حتى أن بعضهم قال :
وإني لأستنعس وما بي نعسة
لعل خيالا منك يلقى خياليا
وقال جعفر الصادق : شك في الكيفية ، وما شك في غيره ، قال النبي عليه السلام :
«أنا أولى بالشك من إبراهيم» (1). وعن جعفر في قوله : ( ولكن ليطمئن قلبي ) قال : قلب أصحابي.
وقال ابن عطاء : أي إني إذا سألتك أجبني ، وإذا ذكرتك ذكرتني ، فإن بذكرك تطمئن القلوب.
وقال سهل بن عبد الله : سأل كشف غطاء العيان ليزداد بنور اليقين يقينا وتمكنا في حاله ، ألا تراه كيف أجاب عن لفظ الشك ببلى.
وقال بعضهم : إذا سكن العبد إلى ربه واطمأن إليه أظهر الله عليه من الكرامات ما أقلها إحياء الموتى ، قال الله تعالى لإبراهيم : ( فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ).
وقيل : إنه طلب رؤية الحق سبحانه لكن بالرمز والإشارة فمنع منها بالإشارة بقوله تعالى : ( واعلم أن الله عزيز حكيم )، وأن موسى إنما سأل الرؤية جهرا ، فقال : ( أرني ) فرد بالجهر صريحا فقال : ( لن تراني ).
وقيل : إنما طلب حياة قلبه ، فأشير عليه بأن ذلك بذبح هذه الطيور الأربع ، ومنها الإشارة في الطيور الأربع الطاوس ، فالإشارة إلى ذبحه هي زينة الدنيا وزهرتها ، والغراب بحرصه ، والديك بشقه ، والبط لطلب رزقه.
صفحہ 108