عرائس البیان فی حقائق القرآن
عرائس البيان في حقائق القرآن
اصناف
وقيل : ( الحي ) الذي لا أول لحياته ، و ( القيوم ) الذي لا أمد لبقائه.
وقال الكتاني في حقيقة ( الحي ): الذي به حياة كل حي ، ومن لم يحي به فهو ميت.
وقيل : ( القيوم ) من هو مزيل العلل عن ذاته بالزوال ، أو بالعبارة عنه وبالإشارة فلا يبلغ أحد شيئا من كنه معرفته ؛ لأنه لا يعلم أحد ما هو إلا هو.
قوله تعالى : ( إن الذين كفروا بآيات الله ) أي : إن الذين حجبوا عن مشاهدة الحق بنعت اليقين في رؤية شواهد الربوبية ، ( لهم عذاب شديد ) لهم حرمان وجدان وصول مقامات أهل الهدايات.
وقال أبو سعيد الخراز : كفروا بإظهار كرامات الله على أوليائه ، ( لهم عذاب شديد ) نفي الحق عن ذلك ، ( والله عزيز ) يعز أولياءه بولايته وإظهار الكرامات على من يشاء من عباده ، ( ذو انتقام ) من يجحد ذلك ، ( والله عزيز ذو انتقام ) يعز أولياءه بعز التوحيد ، وينتقم من أعدائه إنكارهم على أمنائه بألا يهديهم إلى ما آتاهم من أنواع فضله وكرمه.
قال الواسطي : ( عزيز ذو انتقام ) عن أن يخالف إرادته أحد ، بل ينتقم بما يجري عليه أن يكون عقوبته مقابلة ( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ) لا يخفي عليه شيء ما في صدور أوليائه في الأرض من لهب الاشتياق ، ولا مما في قلوب أصفياء ملائكته تحت العرش من أزيز نيران الخوف ، وهذا التسلية من الله تعالى لأوليائه أنه يعلم أحوالهم في شوقه ، وإنه يجازيهم بمقاساتهم وممارستهم ابتلاءه ، وأيضا : كيف يخفى عليه شيء مما فطره من محدثات الكونين ، لكن هذا تخويف من الله لأعدائه أنذرهم بأنه علم ما في ضمائرهم من دنس الكفر ، وإنه يجازيهم بسوء أعمالهم.
وقال جعفر : لا يطلعن عليك ، فيرى في قلبك سواه فيمقتك.
وقيل فيه : لا يخفي عليه شيء ، فطالعوا همومكم أن تكون خالية عن الأهواء والشبهات ، فإنه لا يخفى عليه شيء.
( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) (1) أي : الذي يلبسكم في الأرحام نور جمال القدرة ، ويزينكم بحسن مكث المشاهدة ليسر الناظر إذا نظر إلى وجوهكم بإدراك حسن إبداعه وإظهار جلال ربوبيته في وجوهكم ، كما قال تعالى لكليمه : ( وألقيت عليك
صفحہ 125