عرائس البیان فی حقائق القرآن
عرائس البيان في حقائق القرآن
اصناف
كلها مستفادة من قوله تعالى : ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ).
وقال تعالى في بعض أخباره التي أخبر نبيه عليه السلام : «لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى كنت سمعه الذي يسمع بي ، وبصره الذي يبصر بي ، ولسانه الذي ينطق بي ، وقلبه الذي يعقل بي» (1).
فإذا كان جميع وجوده مستغرقا في رؤية خالقه فكيف لا يطلع على مكنونات الغيب ومطلعه بنعت صفة الخاص هو الله تعالى.
وقيل : الحكمة إشارة لا علة فيها ، وقيل : الحكمة إشهاد الحق على جميع الأحوال ، وقيل : الحكمة تجريد السر بورود الإلهام.
وقال أبو عثمان : الحكمة هي النور المفرق بين الإلهام والوسواس.
وقال الشيخ أبو عبد الرحمن : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت الكتاني يقول : إن الله بعث الرسل بالنصح لأنفس خلقه ، وأنزل الكتاب لتنبيه قلوبهم وإنزال الحكمة لتسكن أرواحهم بها ، والرسول داع إلى أمره ، والكتاب داع إلى أحكامه والحكمة مشيرة إلى فضله.
وقال القاسم : الحكمة أن يحكم عليك خاطر الحق ، ولا يحكم عليك شهوتك.
وقال الجنيد : أحيا الله قوما بالحكمة ومدحهم عليها فقال : ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) (2).
وقال عبد الله بن المبارك : الحكمة الخشية.
وقيل : الحكمة إصابة القول مع صحة الفعل بالإخلاص.
وقال بعضهم : متى أثر فيك الحكمة؟ قال : منذ بدأت أحقر نفسي.
قال بعضهم : الحكمة كنز الله ، والحكماء فيها ذمة الله ، أمرهم ربهم أن ينفقوا كنز الله على عباد الله.
وقال بعضهم : الحكمة نور الفطنة.
وقال معروف الكرخي : من حسن علمه نزلت الحكمة في قلبه.
وقال سهل : الحكمة هي مجمع العلوم وأصلها السنة.
قال الله تعالى ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) [الأحزاب : 34] والآيات الفرض والحكمة السنة.
صفحہ 113