عرب اس زمانے کا: وطن بغیر مالک
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
اصناف
وكما عاش ما تبقى من سكان أمريكة الأصليين (الهنود الحمر) في محميات داخل وطنهم، كذلك يعيش عرب 1948م في قرى داخل وطنهم المغتصب.
وكما فشلت أمريكة في جعل نفسها «بوتقة انصهار» للشعوب المهاجرة، وظلت القضية العنصرية أحد قضاياها الرئيسية بين البيض والسود، والإسبان والآسيويين، والعرب والمسلمين، كذلك ظلت المسألة العرقية مسألة رئيسية في إسرائيل بين اليهود الشرقيين (السفرديم) واليهود الغربيين (الأشكناز)، بين الدينيين والعلمانيين، بين الأغنياء والفقراء، بين أنصار الحرب وأنصار السلام.
كلاهما دولتان حديثتان، نتاج العصر الحديث؛ فقد وصل كولومبوس أمريكة عام 1494م، بعد سقوط غرناطة 1492م آخر معاقل المسلمين بالأندلس، وبنفس الخرائط العربية التي تتحدث عن كروية الأرض؛ فعمر الولايات المتحدة حوالي خمسة قرون مقارنة بالشعوب العربية، وعمرها آلاف السنين، مصر القديمة والعراق وحضارات ما بين النهرين وفلسطين أرض كنعان وشبه الجزيرة العربية وحضارة اليمن السعيد.
وقد تحولت الأيديولوجيتان من نزعتين دينيتين إلى أيديولوجيتين سياسيتين؛ فقد نشأت الصهيونية نزعة روحية في القرن التاسع عشر من أجل المحافظة على التراث الروحي اليهودي عند الكالي بعد أن فشل التنوير العقلاني عند اسبينوزا ومندلسون، ثم تحولت إلى أيديولوجية سياسية في القرن العشرين إثر اضطهاد اليهود في مجموع أوروبة شرقا وغربا بعد حادثة درايفوس الشهيرة في فرنسة، وبداية الاضطهاد النازي للملل والأعراق غير الجرمانية مثل اليهود، والتي رفضت الانتماء الوطني واستثمار رءوس أموالها في مشاريع التنمية الوطنية، وآثرت العزلة والخصوصية وحياة الجيتو. وحدث نفس التحول في النزعة المحافظة الجديدة التي نشأت نزعة دينية للمحافظة على التراث المسيحي ضد النزعة المادية الدنيوية الأمريكية، وقبل أن تتحول إلى أيديولوجية سياسية عند المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية الحالية.
وتقوم الأيديولوجيتان على الاختيار الإلهي؛ فقد اختار الله أمريكة لإنقاذ العالم وقيادته، وكما هو مدون على الدولار «نثق بالله»، بل إن بعض الفرق المسيحية الأمريكية تدعي بأن المسيح قد ظهر لها، وأن نبوة جديدة قد أعطيت لأحد أنبيائها للتأكيد على إنقاذ الرجل الأبيض للعالم؛ فهي أيديولوجية من السماء، ودعاتها رسل وأنبياء، ومحققوها قديسون وأولياء. لا يخطئون، ولا توجههم مصالح. أطهار أتقياء أصفياء.
وكلاهما يقوم على وعد إلهي بالنصر حتى لو تكررت الهزائم، هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973م، وأمام حزب الله في حرب لبنان في يوليو 2006م؛ فجيش الرب في إسرائيل لا يقهر، والقوة الأمريكية قادرة على غزو العالم كله، حتى ولو لم تصمد أمام المقاومة العراقية والأفغانية.
وكلاهما لا يعترف بالآخر؛ ففي إسرائيل لا يوجد إلا شعب الله المختار، وغيرهم «جونيم»؛ أي أغيار،
قالوا ليس علينا في الأميين سبيل (آل عمران: 75). يجوز لهم الذبح والقتل والتدمير وتجريف الأراضي والقضاء على الزرع والحرب والبشر، نساء وأطفالا وشيوخا. وفي أمريكة لا توجد إلا الحرية والديمقراطية، نموذج العالم الحر، والنموذج الأمريكي هو النموذج الذي يقتدي العالم كله به.
كلاهما يستعمل القوة والعنف وكافة أساليب الحرب والدمار لتحقيق أغراضه، ويذاع أن أقوى جيشين في العالم هما الجيش الأمريكي والجيش الإسرائيلي؛ فأمريكة بلا حدود، وتستطيع أساطيلها وصواريخها وطيرانها من خلال قواعدها المنتشرة في كل أنحاء العالم الوصول إلى كل قارات العالم الخمس. وإسرائيل أيضا بلا حدود، حدودها هي ما يستطيع جيش الدفاع الإسرائيلي الوصول إليه إلى أواسط آسيا وأفريقية وأوروبة. كلاهما إمبراطورية للتوسع والانتشار، من النيل إلى الفرات في إسرائيل، وكل العالم الحر في أمريكة.
كلاهما يعبد القوة والمال والثروة والسيطرة على المقدرات الاقتصادية والمالية للعالم، والبنوك والشركات والاستثمارات والصناعات الكبرى والشركات المتعددة الجنسيات، العابرة للقارات. ومن خلال الاقتصاد تسيطر على السياسة.
نامعلوم صفحہ