خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

ابراہیم صند احمد d. 1450 AH
16

خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

العميل السري: حكاية بسيطة

اصناف

وجد السيد فيرلوك متنفسا لانزعاجه والازدراء منه في محاولة للهزل.

فبادر قائلا: «فهمت تماما. ولكن ماذا عن السفارات؟ سلسلة هجمات على عدة سفارات.» ولكنه لم يستطع تحمل النظرات الباردة والمترقبة من الأمين العام الأول.

علق الآخر من دون اكتراث: «أرى أنك تتمتع بروح الدعابة. حسن إذن. هذه الروح قد تضفي الحيوية على مؤتمراتك الاشتراكية. ولكنها ليست مناسبة لتلك الغرفة. سيكون أكثر أمانا لك أن تتبع ما أقوله بحذافيره. بما أنك استدعيت لتقديم حقائق وليس قصصا لا أصل لها، فالأفضل لك أن تجني أموالك مما أتكبد عناء أن أشرحه لك. الصنم المقدس في هذه الأيام هو العلم. لماذا لا تجعل بعض أصدقائك يوجهون جهودهم نحو هذا الكيان السلطوي ذي الوجه المتخشب؟ أليس جزءا من هذه المؤسسات التي يجب إزالتها قبل أن يبزغ نجم حركة «مستقبل طبقة العمال»؟»

لم يتفوه السيد فيرلوك بكلمة. خشي أن يفتح فمه لئلا تفلت منه همهمة تذمر. «هذا ما ينبغي أن تحاول فعله. إن محاولة اغتيال ملك أو رئيس مثيرة بما فيه الكفاية بطريقة ما، ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه من قبل. لقد أصبحت ضمن المفهوم العام لوجود رؤساء الدول. لقد باتت أمرا شبه تقليدي، وبخاصة لكون العديد من الرؤساء قد اغتيلوا. والآن ماذا إذا نفذنا هجمة على، ولنقل، كنيسة مثلا؟ إنه حدث مروع للوهلة الأولى، بلا شك، ولكنه ليس مؤثرا كما قد يتبادر إلى ذهن شخص من العوام حسب ظني. بصرف النظر عن مدى التغيير الجذري والفوضوية في البداية، فسيضفي العديد من الحمقى الصبغة الدينية على هذا الاعتداء. وذلك من شأنه أن ينتقص من الأهمية المقلقة الخاصة التي نرغب في إضفائها على هذا الفعل. ربما تلقى أي محاولة قتل في مطعم أو مسرح بنفس الطريقة تفسيرا نابعا من عاطفة غير سياسية؛ كأن تعتبر سخطا من رجل جائع، أو عملا من أعمال الانتقام المجتمعي. كل هذه الأساليب استهلكت؛ ولم تعد تجدي نفعا مثل درس عملي في اللاسلطوية الثورية. كل صحيفة لديها عبارات جاهزة تقدم تفسيرات تنأى بتلك التعبيرات عن جوهرها. إنني على وشك أن أشرح لك فلسفة إلقاء القنابل من وجهة نظري؛ من وجهة النظر التي تتظاهر بأنك كنت تخدمها طيلة الإحدى عشرة سنة الماضية. سأحاول ألا أتحدث عن أشياء يستعصي عليك فهمها. سرعان ما تخمد مشاعر الطبقة التي تهاجمها. تبدو الممتلكات لهم أشياء غير قابلة للتدمير. لا يمكنك الاعتماد على مشاعرهم لفترة طويلة سواء كانت مشاعر شفقة أو خوف. من أجل أن يكون لتفجير أي تأثير في الرأي العام اليوم، لا بد أن يتجاوز نية الانتقام أو الإرهاب. لا بد أن يكون بدافع التدمير الخالص. لا بد ألا يكون لذلك، ولذلك وحده، دون أدنى شك في وجود أي مأرب آخر. أنتم أيها اللاسلطويون يجب أن توضحوا أنكم عازمون تماما على نسف النظام الاجتماعي بالكامل. لكن كيف ندخل تلك الفكرة السخيفة المروعة في رءوس الطبقات الوسطى حتى لا يكون ثمة شك؟ هذا هو السؤال. والإجابة هي بتوجيه ضرباتكم إلى شيء بعيد عن المشاعر العادية التي ألفتها الإنسانية. بالطبع، يمكن توجيهها إلى الفن. ربما يحدث انفجار في المعرض الوطني بعض الضجيج. ولكنه لن يكون خطيرا بالقدر الكافي. لم يكن الفن صنمهم قط. إن هذا أشبه بتكسير بضع نوافذ خلفية في منزل رجل ما؛ ولكن إذا أردت أن تجعله يرتعب حقا، فلا بد أن تحاول رفع السقف على الأقل. سيسمع بعض الصراخ بالطبع، ولكن من سيصرخ؟ الفنانون ... نقاد الفن ومن على شاكلتهم ... أفراد عديمو القيمة. لن يهتم أحد بما يقولونه. ولكن يوجد التعليم ... العلوم. أي معتوه له دخل يؤمن بذلك. إنه لا يعرف السبب، ولكنه يؤمن أن الأمر مهم بطريقة ما. إنه الصنم المقدس. كل الأساتذة البغيضين راديكاليون في صميم قلوبهم. دعهم يعرفون أنه لا بد من التخلص من كيانهم السلطوي العظيم أيضا، لإفساح المجال لجماعة مستقبل طبقة العمال. لا بد أن العواء الذي سيصدر من كل هؤلاء الأغبياء المفكرين سيساعد في تعزيز جهود مؤتمر ميلان. سيكتبون إلى الصحف. سيكون سخطهم فوق مستوى الشبهات، ولن تكون ثمة مصالح مادية على المحك بشكل علني، وسيوقظ غريزة الأنانية في الطبقة التي ستتأثر. إنهم يعتقدون أن العلم بطريقة ما هو مصدر ازدهارهم المادي. إنهم يعتقدون ذلك. وستؤثر الوحشية العبثية لذلك البيان العملي عليهم بشكل أعمق من تدمير شارع بأكمله ... أو مسرح ... يعج بأمثالهم. بشأن ذلك الحدث المذكور آنفا، يمكن دائما أن يقولوا: «أوه! إن هذا محض كراهية طبقية.» ولكن ما الذي يمكن أن يقوله المرء بشأن عمل وحشي مدمر يبلغ درجة من السخف بحيث لا يمكن فهمه أو تفسيره أو تصوره؛ في الحقيقة، إنه في الحقيقة فعل جنوني؟ إن الجنون وحده مرعب حقا، فلا أحد يستطيع تهدئته سواء بالتهديد أو الإقناع أو الرشاوى. علاوة على ذلك، فأنا رجل متحضر. لا أتصور أبدا أن أوجهك إلى تنظيم مجزرة محضة، حتى لو توقعت أن تؤتي أفضل النتائج. ولكني لا أتوقع من مجزرة النتيجة التي أريدها. القتل دائما عامل مشترك معنا. يكاد أن يكون حدثا مؤسسا. يجب أن يناهض البيان العملي التعليم ... والعلم. ولكن ليس كل علم سيفي بالغرض. يجب أن تجتمع في تلك الهجمة كل معاني الرعونة الصادمة للاستخفاف بالمقدسات الذي لا مبرر له. وبما أن التفجيرات هي وسيلتك للتعبير، فسيتضح حقا هل يمكن نسف علم الرياضيات أم لا. ولكن هذا مستحيل. أنا أحاول أن أعلمك؛ لقد شرحت لك الفلسفة العليا للمنفعة المرجوة منك، واقترحت عليك بعض الأطروحات التي تخدم أهدافنا. أما التطبيق العملي لما أمليته عليك فهو شأنك «أنت» أكثر من أي شخص آخر. ولكن منذ اللحظة التي تعهدت فيها بإجراء مقابلة معك، أوليت أيضا بعض الاهتمام للجانب العملي من السؤال. ما رأيك في أن توجه جهودك إلى علم الفلك؟»

لبعض الوقت، كان وقوف السيد فيرلوك بجانب الكرسي ذي الذراعين من دون حراك يشبه رجلا في حالة انهيار غيبوبة؛ نوع من عدم الإحساس السلبي الذي تقطعه نوبات تشنج طفيفة، تشنجات مثل التي تلاحظ على كلب أليف يحلم بكابوس وهو نائم فوق السجادة أمام المدفأة. وكرر الكلمة في زمجرة غير مستقر مثل زمجرة الكلب: «علم الفلك.»

لم يكن قد تعافى بعد بالكامل من حالة الحيرة التي نجمت عن الجهد الذي بذله لمتابعة كلام السيد فلاديمير القاطع السريع. لقد فاق قدرته على الاستيعاب. ولقد أثار غضبه. وزاد عدم التيقن من هذا الغضب. وفجأة اتضح له أن كل هذا كان مزحة متقنة. بدت نواجذ السيد فلاديمير وهو يبتسم، وظهرت الغمازتان في وجنتي وجهه المستدير المكتنز من فوق ربطة عنقه الجامدة البارزة. كانت المرأة المفضلة بين نساء سلك الاستخبارات قد حذت حذوه في مسلكه الذي أبداه في غرفة الاستقبال فيما يتعلق بإلقاء بعض النكات الطريفة. جلس متجها بجذعه إلى الأمام، ويداه البيضاوان مرفوعتان، وبدا وكأنه يمسك اقتراحه بلطف بين إصبعيه الإبهام والسبابة. «لا يمكن أن يوجد ما هو أفضل من ذلك. يجمع هذا الاعتداء بين أكبر قدر ممكن من الاحترام للإنسانية والعرض الأكثر مدعاة للقلق للحماقة الوحشية. وأنا أتحدى براعة الصحفيين في إقناع جمهورهم بأن أي عضو في طبقة العمال يمكن أن يكون لديه مظلمة شخصية ضد علم الفلك. لا يمكن الزج بالمجاعة نفسها إلى تلك الدائرة، ألا تتفق معي في الرأي؟ كما أن للأمر مزايا أخرى. لقد سمع العالم المتحضر أجمع عن بلدة جرينتش. إن ماسحي الأحذية في الطابق السفلي لمحطة تشيرينج كروس أنفسهم يعرفون شيئا عنها. أترى؟»

كانت ملامح السيد فلاديمير، المعروفة جيدا في أفضل المجتمعات بالدماثة الفكاهية، تنبض بالرضا الذاتي الساخر، الأمر الذي كان من شأنه أن يذهل النساء الأذكياء اللاتي استمتعن بذكائه بشكل رائع. أردف بابتسامة ازدراء: «نعم، لا بد أن يثير تفجير خط الطول الرئيسي أصوات عويل ناجمة عن الكراهية لذلك الفعل.»

تمتم السيد فيرلوك: «عمل صعب.» شاعرا أن هذا هو القول الوحيد المأمون.

تابع السيد فلاديمير بنبرة تهديد: «ما الأمر؟ أليست العصابة كلها في قبضتك؟ ألا يمكنك اختيار أفضل من في المجموعة نفسها؟ ذلك الإرهابي العجوز يوندت موجود بينهم. أراه يسير في بيكاديللي مرتديا قبعته الخضراء الواقية لرقبته من أشعة الشمس كل يوم تقريبا. وميكايليس - صاحب الإفراج المشروط - لا تقصد أن تقول إنك لا تعرف أين هو، أليس كذلك؟ لأنك إن لم تكن تعرف، فسأخبرك بمكانه. إذا كنت تتخيل أنك الوحيد المدرج ضمن قائمة تمويل العملاء السريين، فأنت مخطئ.»

كان هذا الافتراض من دون أي مسوغات مما دفع السيد فيرلوك إلى أن يحرك قدميه قليلا بدافع السأم. «وماذا عن عصابة منطقة لوزان بكاملها؟ ألم يندفعوا إلى هنا مع أول تلميح عن مؤتمر ميلان؟ هذا البلد غير معقول.»

نامعلوم صفحہ