خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

ابراہیم صند احمد d. 1450 AH
15

خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

العميل السري: حكاية بسيطة

اصناف

لاحظ السيد فلاديمير تعبير التساؤل الثقيل ولكنه تقبله بهدوء تام.

قال بجدية: «ما نريده هو بث روح التوتر في المؤتمر المنعقد في ميلان. يبدو أن المداولات الجارية في المؤتمر بشأن التحرك الدولي لقمع الجريمة السياسية لا تؤتي ثمارها. إن إنجلترا متخلفة عن الركب. هذا البلد يثير اشمئزازي بسبب مراعاته العاطفية للحرية الفردية. إنه أمر لا يطاق أن تعتقد أن كل أصدقائك لم يأتوا إلا من أجل ...»

قاطعه السيد فيرلوك بصوت أجش: «بتلك الطريقة سأضعهم جميعا تحت ناظري.» «الأمر سيفوق كثيرا مجرد وضعهم جميعا تحت المراقبة. يجب جعل إنجلترا تذعن للأمر. إن البرجوازيين الحمقى في هذا البلد يجعلون من أنفسهم شركاء لنفس الأشخاص الذين يهدفون إلى إخراجهم من منازلهم كي يموتوا جوعا في الخنادق. كما أنه لا تزال لديهم القوة السياسية، وليتهم استطاعوا استغلالها من أجل الحفاظ على أنفسهم. أظن أن أفراد الطبقات الوسطى أغبياء، ألا تتفق معي؟»

أبدى السيد فيرلوك موافقته بصوت منخفض. «نعم، هم كذلك.» «ليس لديهم قدرة على التخيل. لقد أعماهم الغرور الأحمق. ما يحتاجونه الآن هو أن يدب بينهم ذعر يخدم مصالحنا. حانت اللحظة النفسية كي تهيئ أصدقاءك للعمل. لقد استدعيتك إلى هنا كي أوصل إليك فكرتي.»

ولقد وصل السيد فلاديمير فكرته من منطلق التكبر، إذ تصرف بازدراء وسخرية وفي الوقت نفسه أظهر قدرا من الجهل بالأهداف الحقيقية، والأفكار، والأساليب التي يتبعها عالم الثوار والتي ملأت عقل السيد فيرلوك الصامت بذعر دب في أوصاله. لقد خلط بين الأسباب والنتائج أكثر مما هو مطلوب؛ خلط بين أصحاب الدعوات البارزين ورماة القنابل المندفعين؛ افترض وجود تنظيم لا يمكن بطبيعة الأمور أن يكون موجودا في الواقع؛ تحدث في لحظة عن حزب ثوري اجتماعي وكأنه جيش نظامي بامتياز، حيث كلمة القادة هي العليا، وفي لحظة أخرى كأنه رابطة ضعيفة للغاية تضم مجموعة من قطاع الطرق البائسين الذين اتخذوا من مضايق الجبال مأوى لهم. في إحدى المرات فتح السيد فيرلوك فمه معترضا، ولكن أوقفه رفع اليد البيضاء الكبيرة الحسنة المظهر. وسرعان ما أصيب بالذهول لدرجة أنه لم يحاول الاحتجاج. كان يستمع في جمود نابع من فزع كان يشبه جمودا نابعا من انتباه شديد.

أردف السيد فلاديمير بهدوء: «سلسلة من الاعتداءات تنفذ هنا في هذا البلد؛ ليس فقط يخطط لها هنا - ذلك لن يجدي نفعا - إنهم لا يجدون ضيرا في ذلك. يمكن لأصدقائك أن يضرموا النار في نصف القارة دون أن يؤثر ذلك في الرأي العام هنا لصالح تشريع قمعي عالمي. لن يهتموا بما يحدث خارج باحتهم الخلفية.»

تنحنح السيد فيرلوك ولكن خذله قلبه ولم ينطق ببنت شفة.

تابع السيد فلاديمير وكأنه يلقي محاضرة علمية: «ليس من الضروري أن تكون هذه الاعتداءات دموية، ولكن يجب أن تثير الرعب في القلوب؛ أن تكون مؤثرة. دعها تكون موجهة نحو المباني على سبيل المثال. ما هو الصنم الذي يتبعه جميع البرجوازيون حاليا، يا سيد فيرلوك؟»

فتح السيد فيرلوك يديه وهز كتفيه قليلا.

علق السيد فلاديمير على هزة الكتف تلك قائلا: «أنت أكسل من أن تفكر. انتبه إلى ما أقوله. الصنم هذه الأيام ليس ملكا ولا دينا. لذا يجب عدم المساس بالقصر والكنيسة. هل تفهم ما أعنيه يا سيد فيرلوك؟»

نامعلوم صفحہ