خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

ابراہیم صند احمد d. 1450 AH
14

خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

العميل السري: حكاية بسيطة

اصناف

في الحقيقة، كان مذهولا ومرعوبا. أطلت الشمس بأشعتها الذهبية لينقشع الضباب عن مدينة لندن وسطع بريق فاتر داخل غرفة الأمين العام الأول الخاصة؛ ووسط الصمت، سمع السيد فيرلوك من خلف زجاج النافذة الأزيز الخافت لطائر - أول طائر يسمع صوته هذا العام - مبشرا باقتراب الربيع على نحو أفضل من أي عدد من طيور السنونو. تسبب الصخب غير المجدي الذي أحدثه هذا الكائن الحي الصغير المفعم بالحيوية في تأثير مزعج على الرجل الضخم المهدد بسبب تراخيه.

في فترة الصمت تلك، صاغ السيد فلاديمير سلسلة من الملاحظات المهينة فيما يتعلق بوجه السيد فيرلوك وشكله. كان الرجل على نحو غير متوقع سوقيا، وثقيل الظل، وغبيا بوقاحة. بدا على نحو غير مألوف وكأنه رئيس عمال سباكة أتى كي يقدم فاتورته. كان الأمين العام الأول لدى السفارة قد شكل، من شطحاته العرضية في مجال الفكاهة الأمريكية، فكرة خاصة عن تلك الفئة من الميكانيكيين بأنهم تجسيد للكسل المعتمد على الاحتيال ولعدم الكفاءة.

كان هذا إذن هو العميل السري المشهور والموثوق فيه، كان سريا لدرجة أنه لم يشر إليه إلا بالرمز «دلتا» في المراسلات الأخيرة الرسمية، وشبه الرسمية، والسرية للبارون ستوت فارتنهايم؛ العميل المحتفى به «دلتا»، الذي كان لتحذيراته القدرة على تغيير مخططات وتواريخ رحلات الملوك، والأباطرة، والدوقات الكبار، وكانت أحيانا تتسبب في إلغائها تماما! هذا الشخص! وانغمس عقل السيد فلاديمير في نوبة ابتهاج هائلة ومثيرة للسخرية؛ لعل من أسبابها ذهوله، الذي اعتبره سذاجة منه، ولكنها كانت راجعة في أغلبها إلى سخرية من البارون ستوت فارتنهايم الذي اعتبرت وفاته خسارة للعالم. كان صاحب الفخامة الراحل، الذي كانت حظوته لدى صاحب الجلالة قد فرضته سفيرا على العديد من وزراء الخارجية الرافضين له، قد اشتهر طوال حياته بسذاجة تشاؤمية، باعثة على التطير. كان صاحب الفخامة يفكر في الثورة الاجتماعية طوال الوقت. تخيل نفسه دبلوماسيا منفصلا لديه امتياز خاص يتيح له مراقبة نهاية الدبلوماسية، وربما نهاية العالم، في ثورة ديمقراطية مروعة. كانت مراسلاته التنبؤية والكئيبة محط سخرية في وزارات الخارجية لسنوات. قيل إنه صرخ وهو على فراش الموت (عندما زاره صديقه وسيده صاحب الجلالة): «يا لأوروبا التعيسة! ستموتين جراء الفساد الأخلاقي الذي دب في أوصال أبنائك!» وحسب ظن السيد فلاديمير، فقد قدر له أن يقع ضحية أول وغد خسيس أتى، كان يفكر في ذلك وهو يبتسم ابتسامة غامضة في وجه السيد فيرلوك.

هتف فجأة: «يجب عليك أن تبجل ذكرى البارون ستوت فارتنهايم.»

عبرت ملامح وجه السيد فيرلوك المكتئبة عن انزعاج كئيب ومجهد.

قال: «اسمح لي أن أنوه لك بأنني أتيت إلى هنا لأنني استدعيت بناء على خطاب فيه أوامر قاطعة. لم آت إلى هنا سوى مرتين في الإحدى عشرة سنة الأخيرة، وبالتأكيد لم آت مطلقا في الساعة الحادية عشرة صباحا. ليس من الحكمة أن تستدعوني بهذه الطريقة. ثمة احتمال أن يراني أحد ما. وذلك أمر يجب أن يؤخذ موضع الجد من جانبي.»

هز السيد فلاديمير كتفيه.

أردف الآخر بحدة: «من شأن هذا ألا يجعلني مفيدا.»

تمتم السيد فلاديمير بشراسة ناعمة: «هذا شأنك. عندما لا تصبح لك فائدة، ستتوقف عن العمل. نعم. على الفور. هذا هو المختصر المفيد. سوف ...» عبس السيد فلاديمير، وأمسك عن الكلام لحظات وهو يبحث عن تعبير اصطلاحي كاف، وعلى الفور أشرق وجهه بابتسامة براقة وجميلة. وقال بنبرة فظة: «سوف تخنق.»

اضطر السيد فيرلوك مرة أخرى إلى أن يقاوم بكل ما أوتي من قوة إحساس الضعف الذي كان ينخر ساقيه الذي ألهم يوما ما شيطانا بائسا هذا التعبير الموفق: «سقط قلبي في قدمي.» مدركا لهذا الإحساس، رفع السيد فيرلوك رأسه بشجاعة.

نامعلوم صفحہ