خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

ابراہیم صند احمد d. 1450 AH
11

خفیہ ایجنٹ: ایک سادہ کہانی

العميل السري: حكاية بسيطة

اصناف

قال السيد فيرلوك متشددا: «مواطن بريطاني مولود في بريطانيا. ولكن أبي كان فرنسيا، وكذلك ...»

قاطعه الآخر: «لا حاجة للشرح. يمكنني القول إنه كان بإمكانك - من الناحية القانونية - أن تتولى منصب مشير في الجيش الفرنسي وعضو في البرلمان بإنجلترا؛ وعندئذ، ربما كان سيصبح لك بالفعل بعض النفع لسفارتنا.»

استحثت هذه الصورة الذهنية شيئا وكأنه شبح ابتسامة على وجه السيد فيرلوك. احتفظ السيد فلاديمير برزانته وهدوئه. «ولكن كما قلت لك، أنت شخص كسول؛ أنت لا تستغل الفرص التي تسنح لك. في عهد البارون ستوت فارتنهايم، عمل في هذه السفارة كثيرون ممن يفتقرون إلى الفطنة. ومن ثم تسببوا في أن يبني من هم على شاكلتك تصورا خاطئا عن طبيعة تمويل جهاز الخدمة السرية. ومن شأني تصحيح هذا الفهم الخاطئ بإخبارك عما لا يمثله جهاز الخدمة السرية. إنه ليس مؤسسة للأعمال الخيرية. ولقد دعوتك إلى هنا بغرض أن أخبرك بهذا.»

لاحظ السيد فلاديمير التعبير القسري للحيرة الذي ظهر على وجه السيد فيرلوك، فابتسم ابتسامة ساخرة. «أرى أنك فهمتني فهما تاما. يمكنني القول إنك تتمتع بالذكاء اللازم لعملك. ما نريده الآن هو النشاط ... النشاط.»

لما كرر السيد فلاديمير هذه الكلمة الأخيرة، وضع إصبع السبابة الكبيرة والطويلة على حافة المكتب. اختفى أثر الصوت الأجش لدى السيد فيرلوك تماما. صار قفاه ذا لون قرمزي من فوق ياقة معطفه المخملية. ارتجفت شفتاه قبل أن ترتسم عليهما ابتسامة عريضة.

انطلق بصوته الجهوري الخطابي الرائع والواضح: «لو أنك فقط اطلعت على تقريري، لرأيت أنني قدمت تحذيرا منذ ثلاثة أشهر فقط بشأن مناسبة زيارة الدوق الكبير روموالد إلى باريس، وأرسل هذا التحذير تلغرافيا من هنا إلى الشرطة الفرنسية، كذلك ...»

قاطعه السيد فلاديمير بتجهم عابس: «صه، صه! لم تستفد الشرطة الفرنسية من تحذيرك. لا تزمجر هكذا. ما الذي تعنيه بحق الشيطان؟»

بنبرة فيها تواضع وفخر، اعتذر السيد فيرلوك عن نسيان نفسه. قال إن صوته - الذي اشتهر به لسنوات في الاجتماعات المفتوحة واجتماعات العمال في القاعات الكبيرة - ساهم في سمعته باعتباره رفيقا طيبا وجديرا بالثقة. ومن ثم بات وجها من وجوه نفعه. وكان سببا في الثقة في مبادئه. صرح السيد فيرلوك بنبرة تنطوي على رضا واضح: «لقد كنت دوما مستعدا لأن يحدثني القادة في لحظة حرجة.» وأضاف أنه لم تحدث ضجة لم يسمع فيها صوته؛ وفجأة قدم بيانا عمليا على قوله.

قال: «اسمح لي.» طأطأ رأسه ومن دون أن ينظر إلى أعلى، عبر الغرفة بسرعة وعلى نحو تعوزه الرشاقة إلى إحدى النوافذ ذات الطراز الفرنسي. فتح النافذة قليلا وكأنه أفسح المجال لدافع لا يمكن التحكم فيه. قفز السيد فلاديمير منذهلا من فوق الكرسي ذي الذراعين ونظر وراءه؛ وفي الأسفل عبر فناء السفارة، بعد البوابة المفتوحة بمسافة، كان يمكن رؤية شرطي عريض الظهر يراقب بتراخ عربة أطفال رائعة لطفل ثري تجر في فخامة عبر الميدان.

قال السيد فيرلوك بصوت لا يكاد يعلو عن الهمس: «شرطي!» وانطلق السيد فلاديمير ضاحكا لما رأى الشرطي يدور وكأن أحدا نخسه بآلة حادة. أغلق السيد فيرلوك النافذة بهدوء وعاد إلى وسط الغرفة.

نامعلوم صفحہ