١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
اصناف
ينبغي أن نلاحظ أن هذا هو الوقت الذي شيدت فيه أسوار تحصين ضخمة، ما زالت آثارها ظاهرة للعيان، في حوالي 1250ق.م، هناك في ميسيناي في البر الرئيسي لليونان. شيدت هذه الأسوار في نفس الوقت تقريبا الذي جرت فيه مشروعات أخرى، ربما كانت تمثل إجراءات دفاعية، تشمل نفقا تحت الأرض يقود إلى مصدر للماء يمكن للسكان أن يصلوا إليه دون التخلي عن حماية المدينة.
أنشئت بوابة الأسد الشهيرة عند مدخل قلعة ميسيناي في هذه الفترة، كجزء من أسوار التحصين الجديدة التي أحاطت بالمدينة. هل كانت أسوار التحصين هذه مجرد جزء من إجراءات الحماية للمدينة، أم بنيت إظهارا للسلطة والثروة؟ أنشئت أسوار التحصين وبوابة الأسد بحجارة ضخمة؛ حجارة بلغت من ضخامتها أنها يشار إليها حاليا بوصف «البناء السايكلوبي»؛ لأن اليونانيين اللاحقين اعتقدوا أن عمالقة السايكلوب الأسطوريين أصحاب العين الواحدة، بقوتهم الغاشمة، هم وحدهم الذين كان من الممكن أن يكونوا بالقوة الكافية لتحريك كتل الحجارة ووضعها في موضعها.
الأمر المثير للاهتمام والفضول أن ثمة عمارة مماثلة، تشمل دهاليز مقوسة الأسقف وأنفاقا سرية مؤدية إلى شبكات مياه جوفية، موجودة ، ليس في العديد من مواقع القصور الميسينية، بما في ذلك ميسيناي وتيرنز، فحسب، بل أيضا في بعض الأبنية الحيثية، التي يرجع تاريخها أيضا إلى نفس الفترة تقريبا.
33
إن اتجاه تدفق التأثيرات لهو مسألة محل جدال علمي، ولكن أوجه التشابه المعماري توحي بأن المنطقتين كانتا على اتصال وكان بينهما تأثيرات متبادلة.
نعرف، من المكتشفات الفخارية الميسينية في منطقة شرق المتوسط التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد والواردات المصرية والقبرصية والكنعانية وغيرها من الواردات التي عثر عليها في منطقة إيجه أثناء نفس الفترة، أنه كان ثمة تبادل تجاري نشط بين الميسينيين، ومصر وقبرص وقوى أخرى في منطقة شرق المتوسط خلال تلك السنوات. كانوا قد استولوا من المينويين على طرق التجارة بحلول ذلك الوقت، وازدادت في الواقع التجارة في هذه الفترة، حسبما ذكر أعلاه.
في الواقع، مؤخرا قام الأثريون الذين ينقبون في موقع تيرنز، الذي يقع في إقليم بيلوبونيز في البر الرئيسي لليونان، بتوثيق أدلة تشير إلى أن ربما كان يوجد مجموعة معينة من القبارصة تعيش في تيرنز خلال أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهو ما يتفق تماما مع اقتراحات تقدم بها الباحثون مفادها أنه كان يوجد نوع ما من العلاقة التجارية الخاصة بين تيرنز وجزيرة قبرص أثناء هذه الفترة. وتحديدا، يبدو أنه كان يوجد نوع ما من أشغال المعادن، وربما أيضا أشغال الخزف أو الخزف المزخرف، التي كان يضطلع بها القبارصة في تيرنز. كان ذلك هو الوقت الذي كانت توضع فيه علامات مينوية قبرصية على حاويات النقل الطينية الميسينية، التي كانت تستخدم لشحن الخمور، وزيت الزيتون، وسلع أخرى، قبل تقسيتها بالنار. وعلى الرغم من أن اللغة المينوية القبرصية لم تترجم بعد ترجمة كاملة، فإنه يبدو واضحا أن هذه الأوعية كانت تصنع لسوق معينة في قبرص.
34
ومن المثير للدهشة أن ألواح النظام الخطي بي التي عثر عليها في بيلوس ومواقع متنوعة أخرى على البر الرئيسي لميسينيا لا تذكر تحديدا التجارة أو الاتصال مع العالم الخارجي. أقرب ما تصل إليه يشمل ما يبدو أنه كلمات أجنبية مستعارة من الشرق الأدنى، حيث جاء الاسم الأجنبي على ما يبدو مع الصنف. هذه الكلمات تشمل الكلمات المرادفة للسمسم، والذهب، والعاج، والكمون؛ فعلى سبيل المثال، كلمة «سمسم» في النظام الخطي بي هي
sa-sa-ma ، المأخوذة من الكلمة الأوغاريتية
نامعلوم صفحہ