١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
اصناف
41
لذلك كان يعتقد أن قصر الطبقة 7إيه، الذي بني فوقه مباشرة، ظل باقيا حتى نحو 1130ق.م.
ومع ذلك، فمؤخرا اقترح ديفيد أوسيشكين، عالم آثار من جامعة تل أبيب والمدير المشارك حديث التقاعد لبعثة مجدو، اقتراحا مقنعا مفاده أن منقبي جامعة شيكاجو أخطئوا في تأويل المستويات. ويعتقد أنه ينبغي أن نفهم هذا الهيكل على أنه قصر واحد ذو طابقين، أجريت فيه تجديدات طفيفة أثناء الانتقال من الطبقة 7بي إلى الطبقة 7إيه، حوالي 1200ق.م، وليس قصرين، أحدهما فوق الآخر. ويقول إنه حدث تدمير واحد؛ حريق هائل دمر القصر في نهاية الطبقة 7إيه. وحسبما يقول أوسيشكين، فإن ما اعتقد علماء آثار جامعة شيكاجو أنه «قصر الطبقة 7بي» كان ببساطة قبو القصر أو طابقه السفلي، في حين كان «قصر الطبقة 7إيه» هو الطابق العلوي. دمر معبد المدينة الرئيسي (الذي يطلق عليه معبد البرج) هو الآخر في هذا الوقت، ولكن معظم أعمال التنقيب الأخيرة في الموقع تشير إلى أن جانبا كبيرا من بقية المدينة نجا من التدمير؛ إذ يبدو أن مناطق الصفوة وحدها هي التي أضرمت فيها النيران في هذا الوقت.
42
عادة ما يحدد تاريخ تدمير الطبقة 7إيه هذه بأنه حوالي 1130ق.م، استنادا إلى غرضين منقوش عليهما خرطوشتان مصريتان عثر عليهما في الأنقاض. الأول هو حافظة أقلام من العاج منقوش عليها اسم رمسيس الثالث، والتي عثر عليها وسط كنوز أخرى من العاج بداخل غرفة في القصر، في سياق مغلق بإحكام بأنقاض تدمير القصر.
43
قد يدل هذا على أن التدمير قد حدث في وقت ما خلال أو بعد زمن رمسيس الثالث، في حوالي 1177ق.م أو بعد ذلك.
تعد قطع العاج التي عثر عليها في هذه الغرفة بداخل القصر من بين أفضل الأغراض المعروفة المنتشلة من موقع مجدو. وتشتمل على صناديق وصحون متكسرة، ولويحات، وملاعق، وأقراص، وطاولات لعب وقطع لعب، وأغطية جرار، وأمشاط، من ضمن العديد من الأغراض الأخرى. وهي معروضة في معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاجو ومتحف روكفلر في القدس. ليس واضحا سبب جمع هذه القطع العاجية معا في الأصل، وسبب وجودها في هذا القسم تحديدا من القصر. ومع ذلك، فقد نالت قدرا عظيما من الاهتمام على مر السنين؛ لأن الأغراض العاجية نفسها والمشاهد المنقوشة عليها تظهر نمط عولمة حقا، وهو النمط الذي يطلق عليه الآن عادة اسم النمط العالمي، والذي نراه في أماكن أخرى في مواقع مثل أوغاريت وميسيناي. يجمع النمط المميز عناصر موجودة في الثقافات الميسينية، والكنعانية، والمصرية، مشكلا بذلك أغراضا هجينة يتفرد بها هذا العصر العالمي الطابع وتمثله.
44
الغرض الثاني ذو الصلة من مجدو هو قاعدة تمثال برونزية منقوش عليها اسم الفرعون رمسيس السادس، الذي حكم بعد بضعة عقود، من حوالي 1141 إلى 1133ق.م لم يعثر على هذه القاعدة في سياق أثري آمن، وإنما عثر عليها تحت جدار في الطبقة 7بي في المنطقة السكنية في الموقع. وحسب ملاحظة أوسيشكين، هذا ليس سياقا موثوقا، لأن الطبقة 7بي كانت أسبق بكثير زمنيا من رمسيس السادس. وهذا يعني أنه لا بد وأن قاعدة التمثال دفنت عمدا في حفرة حفرها أحد السكان اللاحقين، إما أثناء فترة الطبقة 7إيه أو حتى أثناء فترة مدينة الطبقة 6بي-إيه التالية التي تعود إلى العصر الحديدي. عادة ما ينسب الأثريون قاعدة التمثال إلى الطبقة 7إيه، ولكن هذا محض تخمين.
نامعلوم صفحہ