کلمات اروپیہ فی کیمیا
عالمات أوروبيات في الكيمياء
اصناف
أرسل المصنع المنتج إلى كلية الصيدلة بالجامعة للحصول على رأيهم، فأكدوا أن المنتج يفي بمتطلبات الكثير من دساتير الصيدلة الأوروبية، وأيضا دستور صيدلة الولايات المتحدة الأمريكية. أعجبت الجامعة بالنتائج واسعة النطاق، وعبرت عن رأيها في أنه سيكون من المستحب أن تسمح شروط المصنع بالاستغلال المناسب لهذا «الاختراع المجري الخاص» في البلد. ساعدت هذه الفكرة المستحسنة المصنع في الحصول على قرض من الدولة، إلا أن هذا القرض لم يغط نفقات التطوير، وأنقذ المصنع على يد بيتر أخي يانوس الذي باع صيدليته. مع ذلك، كان من الضروري حل مشكلة نقل نبات الخشخاش لضمان الإنتاج المتواصل. تم حل المشكلة على يد اختراع يانوس كاباي الجديد: آلة تسمح باستخلاص المورفين من النبات على الفور. في يناير 1929 قال المساهمون إنه سيكون من المستحسن أن يستخلص المصنع 100 كجم من المورفين الخام في السنة، وتطلب هذا تكبير المبنى وشراء معدات جديدة؛ الأمر الذي أدى إلى جعل الشركة على وشك الإفلاس ، ومع ذلك، ظلت الشركة باقية.
في 1931 سجل كاباي عملية الحصول على المورفين من قش الخشخاش المجفف، الذي كان حتى ذلك الوقت نفايات غير مستغلة لمعالجة الخشخاش. فيما بعد وسعت العملية إلى رءوس نبات الخشخاش المجففة لأن محتوى المورفين فيها أعلى بكثير من الموجود في القش، وكانت تحاليل إيلونا كيلب وتنظيمها المنهجي لعمل زوجها من أهم العوامل المساعدة له على النجاح.
أدت صعوبات الإنتاج وعدم ثقة الدائنين وانعدام الانسجام بين أفراد العائلة - ولا سيما غيرة أخيه بيتر الصيدلي - إلى دفع كاباي إلى تبادل الأماكن مع أخيه؛ فترك له إدارة الإنتاج وانتقل إلى بودابست مع أسرته، للمكتب المركزي للشركة في العاصمة. وهناك استأجر الزوجان معملا في معهدهما السابق ليستطيعا استكمال أبحاثهما معا كما في الأيام الخوالي.
في الوقت نفسه توسع الإنتاج إلى الكودايين وغيره من مشتقات المورفين، ومرة أخرى كانت هناك حاجة ماسة لموهبة إيلونا التحليلية لتطوير طرق لتحليل المنتجات الجديدة.
في إحدى المناسبات، أثناء إقامة كاباي في العاصمة في 1933، دعاه وزير الصحة لعشاء نظمه على شرفه، وكان من بين الحضور أعلى مسئولي الوزارة واتحاد الشرطة والأطباء. وظل الوزير يمدح مناقب الزوجين كاباي لما يقرب من ساعة، حتى إن يانوس اغرورقت عيناه بالدموع فرحا عند سماع مدى تقدير المتحدث لزوجته إيلونا.
أخيرا، في 1934، بدا أن الأحوال قد تحسنت بالنسبة للشركة وليانوس كاباي أيضا؛ فقد كان ثمة مصنع يبنى في بولندا بالاستناد إلى عمليته المسجلة وإلى تصميماته الخاصة، وكان عليه أن يشرف شخصيا على تقدم عملية البناء والخطوات الأولى في الإنتاج، وكان هذا يعني أنه يضطر للغياب عن الشركة لفترات تطول وتقصر، ولمرات عديدة. وأثناء غيابه، أدارتها إيلونا - الشخص الوحيد الذي يستطيع دوما الاعتماد الكلي عليه - الأعمال؛ لأنها كانت على دراية كاملة بكل خطوة من خطوات الإنتاج.
في خضم كل هذا العمل، وفي 1936، توفي يانوس كاباي فجأة - في الغالب نتيجة خطأ طبي - في التاسعة والثلاثين من عمره، وواصلت إيلونا كيلب العمل رئيسا لشركة «ألكالويدا» لفترة قصيرة. وبعد وفاة زوجها أنهت سلسلة الأبحاث التي بدأت بناء على طلب لجنة العقاقير المخدرة التابعة لعصبة الأمم، وأرسلت تقريرا بنتائجها إلى مقر العصبة في جنيف، ونشرت ورقتها البحثية في نشرة الجمعية المجرية للعلوم (الطبيعية) في 1936، إلا أنها تقاعدت بعد ذلك وتوقفت عن التعامل مع الكيمياء والصيدلة للأبد.
عندما أممت شركة «ألكالويدا» في 1948، غادرت إيلونا المجر متجهة إلى النمسا مع ولديها، وعاشت منذ عام 1950 حتى وفاتها في سيدني، بأستراليا. واليوم تخلد ذكراها صيدلية تحمل اسمها في تيسافاشفاري، وتقع الصيدلية في شارع يانوس كاباي.
في تاريخ العلم كثيرا ما نقابل رجالا حققوا إنجازات عظيمة مع زوجاتهم اللائي كن بمثابة الرفيق، ليس فقط في الحياة، وإنما أيضا في العمل. كانت إيلونا كيلب هي ذلك الرفيق للمخترع العظيم يانوس كاباي، وكانت ترغب دائما - رغم مهاراتها الممتازة في مهنتها - في البقاء في الظل، إلا أن العملية الفريدة لإنتاج المورفين من نبات الخشخاش المجفف، والمصنع الذي ينفذ العملية كما اخترعه ونفذه زوجها، لم يكن ليظهر للنور دون مساعدتها وإسهامها في إجراء كل الأعمال التحليلية المطلوبة في الإنتاج ومراقبة جودة المنتج. كانت هي بعقلها وعينها من اكتشفت أن محتوى المورفين في نبات الخشخاش يختلف اختلافا كبيرا باختلاف منطقة المصدر، عن طريق المنهجة المثابرة لنتائج تحليل المادة الخام. ولأن هذا قد ينجم عن التربة أو البذور فقط، قررت إمداد جميع زارعي الخشخاش بالبذور من المنطقة التي أنتجت النباتات ذات أعلى محتوى مورفين. ومنذ ذلك الحين، كان بالإمكان الحد من الاختلافات التي جعلت من الصعب الوصول لإنتاج منتظم؛ ولذا فإن العمل التحليلي، الذي كثيرا ما يعتبر ذا أهمية ثانوية، يمكن أن يفيد في تحسين النتائج التكنولوجية.
ثمة إسهام آخر مهم لتاريخ العلم قدمته إيلونا كيلب وهو مذكراتها، التي ساعدت ابنها جون جيه كاباي، وغيره، في تأليف كتاب عن حياة أبيه وكفاحه من أجل اختراع عملية إنتاج جديدة ومهمة لعقاقير لا غنى عنها في الطب.
نامعلوم صفحہ