قال العالم : هو أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد، لا تدركه الأبصار ولا يحويه مكان، ولا يحيط به علم، ولا يتوهمه جنان، ولا يحويه الفوق ولا التحت، ولا الخلف ولا الأمام، ولا اليمين ولا الشمال، فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لا يعلم كيف هو إلا هو. فتعرفه بهذه المعرفة، فما توهمه قلبك فربك بخلافه عز وجل، وذلك قوله في محكم كتابه العزيز لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :{قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا} [الإخلاص:1 - 4]. فتقول كما أمرت، وتعمل كما قلت، وتشهد بما علمت، وتعمل كما شهدت، أن الله الواحد القهار الملك الجبار المحيي المميت الحي الذي لا يموت، خالق كل شيء ( ومالك كل شيء، الكائن قبل كل شيء، الباقي بعد فناء كل شيء، { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11] ). وهو على كل شيء قدير، فهذه معرفة الله تعالى بالذكر.
وأما المعرفة بالتفكر والنظر بالقلوب، والتمييز بالألباب، فهي في عظيم قدرة الله تعالى وارتفاعه، وعلوه وبقائه، ونفاذ أمره، وبيان حكمته، وإحاطة علمه، وكثرة خلقه، وسعة رزقه، وقرب رحمته، وجود كرمه، وكريم تطوله، وبيان حكمه، وحسن رأفته، وجميل ستره، وطيب عافيته، فلله الحمد على ذلك كثيرا.
صفحہ 266