32

قالت وهي تمسح بقايا أدمع بظهر كفها: هل تتحدث معي؟!

قال مندهشا: هل أنا تكلمت؟! آسف، فأنا، لا أدري.

قالت مقاطعة ودون مقدمات: أنا خطيبته!

ومدت له كفا صغيرة لامعة - بفعل الكريمات أو زيت السمسم - وعلى سبابتها الوسطى خاتم من الذهب أصفر، عليه نقوش دقيقة لما يشبه الورد أو العصافير، لا يدري. - خطيبته؟ هذا الشخص؟ أنا آسف مرة أخرى ما كنت أظن ...

قالت مقاطعة بلغة باردة: إنه شخص داعر، أنا أعلم ذلك، خائن وكذاب، ولكني أحبه، ثم صمتت لزمن لا يعلم مقداره؛ لأنه كان يحسه دهرا طويلا مملا ولا نهاية له، أما هي فلم تحس بأن - هنالك - زمنا مضى، إنها لحظات أقل من أقل جزء من الثانية بساعة الجرسون.

قالت فجأة: هل تنتظر أحدا؟! - نعم.

قالت وهي تحملق في عينيه: أهي بنت؟!

قال بصوت منخفض كأن على رأسه عصفورة: نعم.

قالت: أهي خطيبتك؟!

قال متضايقا: لا، ولكنها ...

نامعلوم صفحہ