عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب

ابراہیم بن محمد برہان الدین قبیباتی d. 900 AH
51

عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب

عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب

تحقیق کنندہ

إبراهيم بن حماد الريس ومحمد بن عبد الله بن علي القنّاص

ناشر

مكتبة المعارف للنشر وَالتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولي

اشاعت کا سال

1420 ہجری

پبلشر کا مقام

الرياض

من العالم الإسلامي قرابة ثلاثة قرون، فقد امتدت فترتهم من سنة ٦٤٨ إلى سنة ٩٢٣ هـ. وقد قسم المؤرخون المماليك إلى بحرية، ومدة حكمهم من سنة ٦٤٨ إلى سنة ٧٨٤ هـ، وجركسية أو برجية ومدة حكمهم من سنة ٧٨٤ إلى سنة ٩٢٣ هـ (١). وتميز هذا العصر بكثرة القلاقل والاضطرابات والفتن الداخلية نتيجة تطلع الأمراء إلى الاستئثار بالسلطة، وحب الوصول إلى مراكز القيادة بأي ثمن، حيث كان الأمراء في نزاع مستمر في تدبير الاغتيالات والإطاحة بالسلطان لاستلام محله، وكان ذلك لا يتم إلا باستعمال العنف، فينجم عن ذلك التصادم والقتل والفتك (٢). ونتيجة للتنافس على السلطة كثر المتعاقبون على الحكم، فقد تعاقب على حكم المماليك البحرية ابتداء من الملك عز الدين أيبك سنة ٦٤٨ هـ، وانتهاء بالملك الصالح أمير حاج شعبان سنة ٤٨٣ - ٧٨٤ هـ، خمسة وعشرون سلطانًا (٣). ولما آل الأمر إلى المماليك الجراكسة، تعاقب على الحكم منهم أكثر من ثمانية عشر سلطانًا، ابتداء بالظاهر برقوق العثماني ٧٨٤ - ٧٩٠ هـ، وانتهاء بالأشرف قانصوه الغوري سنة ٩٢٣ هـ (٤). ورغم ذلك كله، فقد قام المماليك بأعمال جليلة، حفظوا بها ديار الإسلام من الدمار والخراب، فقد صدوا عنها هجمات التتار، وأعادوا وحدة مصر والشام، وكانوا يظهرون بمظهر الدين، ويقيمون الحدود ويقربون العلماء، ويشيدون المساجد والمدارس والمستشفيات والقلاع الحربية وغيرها (٥).

(١) انظر: عصر سلاطين المماليك ١/ ٢٢. (٢) المصدر السابق ١/ ٤١ وما بعدها. (٣) انظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ١/ ٤٨. (٤) المصدر السابق ١/ ٤٨. (٥) انظر: عصر سلاطين المماليك ٣/ ٢٠، الأدب في العصر المملوكي ١/ ١٦.

1 / 54