كانت تملؤها الثقة في رفيقيها من أبناء وطنها، فتهللت أساريرها مع اقترابهم من مقصورتها. كان السائحون - الجالسون على حقائب سفرهم - يعيقون الطريق، والأطفال يطارد أحدهم الآخر دون أي اعتبار لأصابع أقدام البالغين. كان هير يفوق الآنسة فروي مهارة في تمهيد الطريق؛ فبينما كانت هي تنعق لتنبيه الآخرين لمرورهم، كان هو يدفع الآخرين لإزاحتهم عن الطريق مثل كاسحة جليد.
تنحى البروفيسور جانبا كي يسمح لآيريس بدخول المقصورة أولا. لاحظت على الفور أن الطبيب ذا اللحية المدببة كان جالسا إلى جوار البارونة يتحدث إليها بنبرة خافتة سريعة. لا بد أنه غادر عربة الطعام على عجل.
جعل ذلك آيريس تشعر بشيء من التوتر.
قالت في نفسها: «إنه يسبقني بخطوة.»
كانت الأسرة تتشاطر كيسا من النكتارين، ولم ينتبهوا إلى وجودها، بينما كانت الشقراء منهمكة في تجديد طلاء شفاهها ذي اللون القرمزي. كانت البارونة تجلس جامدة كتمثال رخامي أسود ضخم.
ظهرت التماعة في عيني آيريس وهي تعلن الأمر. «لقد أتى رجلان إنجليزيان لإجراء بعض التحريات حول الآنسة فروي.»
رفعت البارونة رأسها ونظرت إليها شزرا، لكنها لم تعلق. كان يستحيل معرفة ما إذا كان ذلك الإعلان صادما بالنسبة لها.
سأل البروفيسور: «هلا سمحت لي بالدخول من فضلك؟»
كي تفسح مجالا لإجراء التحقيق، خرجت آيريس إلى الممر. من حيث وقفت، كانت ترى مقصورة الفتاة القعيدة والممرضة التي تجلس بالقرب من النافذة. رغم انشغال بالها، لاحظت أن وجهها ليس منفرا، بل متبلد فحسب.
تساءلت متوترة: «هل أبالغ في كل شيء؟ ربما لست أهلا للثقة بالفعل.»
نامعلوم صفحہ