قالت بصوت مرتعش: «الأمر كله معقد للغاية. أنا واقعة في مأزق، لكنه على الأقل لا يتعلق بي، لكني واثقة أن هناك خطأ مريعا وقع، كما أني لا أعرف كلمة واحدة من تلك اللغة البائسة.»
قال الشاب مشجعا: «لا بأس، فأنا أتحدث اللغة. فقط أطلعيني على المشكلة.»
بينما ترددت آيريس، إذ لم تكن واثقة في اختيارها لمنقذها، نهض رجل طويل نحيل من كرسيه على مضض، وكأن الشهامة واجب تستثقله نفسه. في تلك الحالة، لم يكن مظهره الأكاديمي خادعا؛ ففور أن تحدث تعرفت آيريس على صوت بروفيسور اللغات الحديثة.
سألها بأسلوب رسمي: «هل تقبلين بخدماتي مترجما فوريا؟»
تدخل الشاب قائلا: «هو لن يفيد بشيء، فهو لا يعرف سوى قواعد اللغة. أما أنا فأعرف كيف أسب باللغة المحلية، وربما احتجنا لاستخدام بعض الألفاظ النابية.»
كتمت آيريس ضحكتها؛ إذ أدركت أنها على شفا نوبة هيستيرية.
قالت للبروفيسور: «لقد اختفت سيدة إنجليزية من على متن القطار. هي حقيقية، لكن البارونة تدعي ...»
خانها صوتها فجأة عندما لاحظت أن الطبيب ينظر إليها باهتمام بالغ، كما أن نظرة البروفيسور الباردة ذكرتها بأنها تجعل من نفسها أضحوكة.
سألها: «هلا جمعت رباطة جأشك وتحدثت بكلام مترابط؟»
كان لنبرة الفتور في صوته وقع شراب مقو؛ فقد منحها القدر الكافي من القوة لأن تختصر شرح الموقف الفعلي أمامهم في كلمات وجيزة. تلك المرة، حرصت على ألا تشير إلى البارونة، بل اقتصرت في حديثها على عدم عودة الآنسة فروي إلى المقصورة، ثم تنفست الصعداء إذ بدا أن البروفيسور مبهور من كلامها؛ فقد داعب ذقنه الطويل مفكرا بجدية.
نامعلوم صفحہ