رافقه الطبيب إلى عربة المطبخ وخاض معركة مع الطاهي المعترض. في نهاية المطاف، كانت الغلبة لصاحب السلطة الطبية. بعد ذلك بوقت ليس بطويل، انطلق هير بعينين قلقتين وشفتين مطبقتين، في رحلته المصيرية في ممرات القطار حاملا سلطانية مملوءة حتى نصفها.
لكنه كان يحمل ما هو أكثر من مجرد حساء؛ فداخل التجويف الدائري للسلطانية كان يستقر قدر امرأة.
بينما كان يسير مترنحا في طريقه، وبصدفة صنعها التوقيت، توجه ذهن السيدة فروي في المنزل الحجري الصغير بإنجلترا صوب الطعام.
قالت للسيد فروي: «آمل أن تكون ويني قد أكلت شيئا قبل أن تصل إلى ترييستي؛ فعشاؤها لن يسد رمقها طوال الليل، كما أنها دائما ما تأخذها الحماسة فلا تأكل شيئا أثناء الرحلة؛ فهي لا تأكل سوى القليل من أول وجبة غداء تتناولها في البيت.»
ابتسم زوجها ابتسامة مذنبة؛ إذ كان يعلم السبب وراء انعدام شهية ويني.
في أثناء ذلك، كان هير لا يزال خائفا من المسئولية التي تضعها على عاتقه الخطوة التي اتخذها. طمأن نفسه بأنه في الواقع يحمل لآيريس هدية تحفظ عليها سلامتها العقلية، إلا أنه لم يستطع التخلص من تخوفه. عذبه التردد، فعرض على نفسه اختبارا أخرق. «إن لم أسكب منه شيئا فسيكون الأمر على ما يرام، لكن إن فعلت فسأتراجع عن الأمر.»
تابع سيره بتذمر، وهو يتوخى كل العناية والحذر فيما كان القطار يزيد من سرعته على ما يبدو. تطاير الحساء بقوة إزاء حافة السلطانية، يوشك أن ينسكب منها، لكن على نحو عجيب كان دائما ما يدور في دوامة داخل حدود وعائه.
تذكر هير خدعة سيرك بسيطة اعتاد أن يمارسها عندما كان طفلا مستعملا طوقا كبيرا حول وسطه وكوب ماء. من الواضح أن القاعدة نفسها تسري الآن، وأن الحساء لا ينسكب بفعل سرعة الحركة.
لكن قبل أن يصل إلى جزء المقصورات الخاصة من القطار تعرض لنكسة تامة. فبينما كان يعبر الممر الموصل، ارتطم به بقوة طفل صغير يطارد طفلة أصغر منه فتلقي معمودية حساء، واسما كريها.
بتر هير شتيمته كي يمسح أصابعه.
نامعلوم صفحہ