قالت في نفسها: «أنا لم أشعر من قبل بالحنين إلى الوطن. أهو نذير؟ ماذا إن وقع أمر ما وحبسني عن العودة إلى الديار؟»
بالفعل وقع أمر، أمر وحشي للغاية وغير متوقع، حتى إنها لا تصدق أنه حدث حقا. كان مغامرة لا يمكن أن تحدث لأي شخص غيرها.
في البداية، كانت واثقة من أن أحدا ما سيأتي لإنقاذها عما قريب. قالت لنفسها إن من حسن طالعها أن قابلت تلك الفتاة الإنجليزية الفاتنة. كانتا من وطن واحد، وبإمكانها أن تعتمد عليها بكل ثقة؛ لأنها تعرف أنها كانت لتقلب القطار رأسا على عقب بحثا عنها، إذا كان الوضع معكوسا.
لكن بمرور الوقت بطيئا، دون أن يحدث شيء، بدأ الشك يتسلل إلى عقلها. تذكرت أن الفتاة قد أصيبت بضربة شمس خفيفة وكانت على غير ما يرام. ربما ساء حالها، أو حتى وقعت فريسة للمرض الشديد، كما أنه يصعب شرح الوضع عندما لا يتحدث المرء لغة أهل البلد.
هناك احتمال أسوأ، ربما حاولت آيريس التدخل فوقعت فريسة لتلك الآلة الهائلة التي انحشرت هي في أحد تروسها. عندما راودتها تلك الفكرة، تعرقت شفتها من يأسها وخوفها.
ثم فجأة شعرت بالقطار يتوقف. خفت هديره وقعقعته حتى صارت كصوت سحق زاحف، ثم بارتجاجة هائلة توقف المحرك.
قالت في نفسها بظفر: «لقد افتقدوني، والآن سيفتشون القطار.»
ثم عادت تتخيل الضوء المنبعث من خلال الباب المفتوح.
بينما هي تنتظر في ترقب فرح، كانت لتتفاجأ إن علمت أن العروس الجميلة - التي تبدو كنجمة سينمائية - تفكر بها.
مع أنها لم تكن سوى دمية يحركها الآخرون، كانت هي العنصر الأساسي لمكيدة تهدف لأن تعيد إليها حريتها؛ ففي تلك اللحظة كان البروفيسور يقف في الممر خارج مقصورة السيدة لورا الخاصة. لم يكن عليها سوى أن تستدعيه كي تتحرك الأحداث التي ستقود في النهاية إلى تحرير الآنسة فروي.
نامعلوم صفحہ