قالت: «أجل، لقد قهقهوا جميعا، ثم بدأ أحدهم يصفق، لكن عندما شعرت أن المزحة قد طالت بما يكفي، بترتها بأن نظرت إليهم.»
مع أن السيدة فروي كانت تفخر بحس دعابتها ، كان حس الوقار لديها أقوى منه. رفعت رأسها عاليا كأنها لا تزال تحاول إسكات جمهورها، وسألته: «أين سقراط؟» «يؤسفني يا عزيزتي أنه ينتظر بالخارج حتى يحين موعد ملاقاة القطار. أتمنى لو استطعت أن أجعله يفهم أن الجمعة هو اليوم المنشود.»
قالت السيدة فروي: «سأتولى أنا ذلك. سقراط!»
دخل الكلب الضخم مهرولا على الفور، فمع أنه مدلل للغاية فلا يطيع الأوامر في العادة، كان يحترم نبرة حادة بعينها في صوت سيدته.
أخرجت السيدة فروي ثلاث قطع من الكعك اليابس من علبة من القصدير ورصتها في صف على الأريكة المنخفضة، وقالت: «انظر يا عزيزي. مع أمك ثلاث كعكات لتعطيكها. تلك لليلة، لكن ويني لن تعود الليلة. وتلك ليوم غد، لكن ويني لن تعود غدا. وتلك ليوم الجمعة، وويني ستعود يوم الجمعة، وحينها يمكنك أن تذهب لملاقاة القطار. تذكر! تلك الكعكة.»
رفع سقراط بصره إليها وكأنما يحاول جاهدا أن يفهم. تشع عيناه ذكاء تحت خصلات فرائه التي تنسدل عليها؛ إذ ترك رأسه دون تشذيب.
قالت السيدة فروي: «لقد فهم. لطالما كنت قادرة على التحدث إلى الحيوانات. ربما نتشارك الطاقة الروحية نفسها؛ فأنا أعرف ما يدور بذهنه، ودائما ما أستطيع أن أجعله يعرف ما يدور بذهني.»
التفتت مجددا تجاه الأريكة المنخفضة والتقطت أول كعكة.
قالت موضحة: «تلك كعكة الليلة، وقد انقضت تلك الليلة؛ لذا يمكنك أن تأكلها.»
بدأ سقراط يندمج في اللعبة. بينما كان يبعثر الفتات على البساط، تحدثت السيدة فروي إلى زوجها.
نامعلوم صفحہ