قال البروفيسور معلقا: «لا أستغرب ذلك. ففي الوقت الحالي، إما أنها تختلق حفنة من الأكاذيب كي تلفت الأنظار إليها، أو أنها تعاني من هلاوس بسيطة نتيجة ضربة الشمس التي تعرضت لها. والاحتمال الثاني يعد ترفقا، لكنه يعني أن على عاتقنا مسئولية. ففي النهاية، هي من أبناء وطننا.»
بدأت الآنسة روز تتململ. عندما فتحت علبة سجائرها وأخرجت منها واحدة، كانت أصابعها ترتعش.
سألته: «ماذا إن كان ما تزعمه حقيقيا؟ ليس من الإنصاف أن نترك الفتاة في ترييستي دون أي مساندة. أنا قلقة للغاية لأني لا أعرف ماذا علي أن أفعل.»
لو سمعتها السيدة فروي، لصفقت بيديها العجوزتين المتيبستين. فأخيرا، كان موقف الآنسة روز يتسق مع توقعاتها. خيرة الناس سيعتنون بويني؛ لذا لا يمكن أن يصيبها مكروه، لكن على أية حال: «احفظها سالمة، وأعدها إلينا.»
لسوء الحظ، كان البروفيسور حصينا من قوة الدعوات. ارتسم على وجهه نظرة عبوس متشككة.
وقال: «يبدو لي أن قصتها لا أساس لها من الصحة فلا أصدقها، لكن حتى إن لم تكن تلك المعلمة المختفية مجرد أسطورة، لا أستطيع أن أفكر في سبب يدعوني للقلق بشأنها؛ إذ لا بد أن اختفاءها كان طواعية، فإن كان ثمة مكروه قد أصابها، أو وقع لها حادث، كان سيبلغ به على الفور شاهد عيان.»
وافقته الآنسة فلود-بورتر قائلة: «بالضبط؛ فالقطار مزدحم للغاية، وإذا كانت ملمة بخباياه لاستطاعت أن تختبئ من جامع التذاكر لأجل غير مسمى.»
قال البروفيسور ملخصا الأمر: «إذن، إن كانت مختبئة بالفعل، فسيكون لديها دافع شخصي قوي لتصرفها ذلك. أنا شخصيا أميل لعدم التدخل في المشكلات الخاصة أبدا. ستكون صفاقة وعدم لياقة منا أن نبدأ البحث عنها علانية.»
سحبت نفسا عميقا من سيجارتها.
وسألته: «أنت إذن لا ترى أني حمقاء تماما لأني أقدم مصلحة سكوتي؟»
نامعلوم صفحہ