عائلة روبنسون السويسرية
عائلة روبنسون السويسرية
اصناف
عندئذ شرعنا في العمل في مشروع طويل المدى من أجل جعل أرض الخيمة مكانا آمنا نأوي إليه عند الطوارئ. أردنا أن نجهز كل شيء تحسبا لأن نحتاجه، فزرعت سورا شائكا كي أحول دون وصول الحيوانات، وعلقت بندقيتين في مدخلها. كنا على استعداد لأي هجوم سواء من حيوان أو إنسان.
قضينا أيامنا على الجزيرة في تنفيذ المشاريع، والاستطلاع، والصيد، وكنت أعلم الأولاد كل أحد السباحة والتسلق. فصاروا أقوياء بمرور الوقت، لكن سرعان ما تمزقت ملابسهم جراء كل الأنشطة التي يزاولونها. واحتاج الأولاد إلى أحذية، لذا كانت مهمتي التالية هي محاولة صنع أحذية من المطاط الذي عثرنا عليه. قمت بهذا من خلال حشو زوج من الجوارب بالرمال، وضعت حولها طينا، بذا صنعت قالبا متحجرا. وعلى هذا القالب الطيني طليت المطاط طبقة تلو الأخرى إلى أن صنعت زوجا من الحذاء المطاطي عالي الساق. فرحت بحذائي الجديد، لكن ساورتني المخاوف بشأن الملابس، لا سيما وأن فصل الشتاء قد بدأ.
تساءلت هل لا تزال هناك أي ملابس في حطام السفينة، فقررت أن أعود أنا والصبيان الكبار إلى الحطام مرة أخيرة. ولسوف نأخذ كل المؤن المتبقية، وعندئذ ننسف الحطام إلى الأبد. وبعدما ملأنا قواربنا بكل شيء عثرنا عليه، أعددنا السفينة كي تنفجر واتجهنا إلى الشاطئ كي نشاهد ألعابنا النارية. ونحن نجهز عشاءنا ونراقب السفينة، صعد عمود ضخم من النيران وحدث صوت دوي هائل. هكذا كانت نهاية سفينتنا، وسيلة اتصالنا الرئيسية بسويسرا القديمة، وطننا السابق.
الفصل التاسع
عائلة متنامية
عدنا إلى «رأس الإحباط»، التي أطلقنا عليها هذا الاسم بعدما فشلنا في العثور على أي من رفقائنا في السفينة. قررت أن أصطحب العائلة بأكملها في هذه الرحلة. توقفنا وجمعنا المزيد من الثمار اللبية التي نصنع منها الشموع، وعثرنا على بقعة لطيفة نستريح عندها في المنطقة الخالية من الأشجار بين القصب والخيزران.
سأل جاك: «لم لا نعيش هنا؟»
أجبته: «إنه مكان لطيف، لكن تخيل أن يطلع علينا نمر من الغابات ويحاصرنا هنا.»
حدقنا جميعا باتجاه الغابة وقد انتابنا إحساس مشترك بالقلق. ومع ذلك كان لا بد أن نتمم عملنا. وعندما ازداد الظلام، ركض الحمار وطارده الكلبان، لكن عندما عاد الكلبان لم يكن معهما الحمار. أشعلنا نيرانا هائلة، وأخبرت الصبيان أن يناموا بجانب أسلحتهم وجلسنا في توتر عند البقعة الخالية من الأشجار.
في الصباح التالي، تركت الصبيان الكبار كي يقوموا على حماية والدتهم، وأخبرت جاك أن بمقدوره المجيء معي كي نحاول العثور على حمارنا المسكين، فشعر بالفخر لأنني طلبت منه هذا. وبعدما مشينا متعبين لساعات نقتفي آثار حوافر الحمار، وجدناها امتزجت بحوافر أخرى كثيرة. وبعد أن شققنا طريقنا عبر الغابة، صادفنا منظرا رائعا؛ انضم حمارنا إلى قطيع من الجاموس العملاق! وقبل أن نستطيع أن نوقفهم، هرع كلبانا نحو القطيع وهاجما عجلا. بدأ القطيع يخور، وفجأة هجموا علينا في اندفاع وقد وجهوا قرونهم تجاهنا. ركضنا عائدين إلى الغابة، لكن قائد القطيع، الذي كان عملاقا، تمكن منا قبل أن نستطيع أن نصل إلى الغابة. في الدقيقة الأخيرة، أخرجت مسدسي وأطلقت النار عليه فخر صريعا، الأمر الذي أوقف زحف القطيع وجعلهم يولون الأدبار.
نامعلوم صفحہ