النمل (¬1) والنحل والحمير والبغال والخيل والسباع والوحوش والطير والهوام والحشرات. ما من صيف منها إلا وفيه عجائب من طاعتها لأكابرها وتربيتها لأصاغرها والسمع والطاعة لملوكها، والأبهة والهيبة من سلاطينها، وقبول التأديب والإهتداء، والتهذيب لصنائعها بحسن الترتيب. وأصدق من هذا وأجب قول أصدق القائلين حكاية عن صنفين منها (¬2) . أحدهما ذكر (له) (¬3) الله عز وجل في محم كتابه أفعالا في الحكم لا يهتدي/ لها أكثر العقلاء، من حسن السياسة، والإصغاء إلى أهل النصيحة، والتحصن في معاقلها خوفا من معرة من لا طاقة لها بمقابلته، والتحرز من الشر قبل الوقوع فيه، والمعذرة لسليمان عليه السلام من معرة (¬4) جيشه، وعظم منة الله عليه في أن أفهمه الحكل من منطق النمل فعرف محاوتها وفهم مراجعتها حتى استخفه الطرب لأعجب العجب (¬5) أن تبسم ضاحكا وقال: { رب أوزعني أن ....... الصالحين } (¬6) والإشارة إلى داود عليه السلام في تأويب الجبال وتسبيحها بالعشي والإشراق. ثم إن سليمان تفقد الطير { فقال مالي ..... الغائبين } (¬7) فقص قصته. وفي ظاهر كباب الله عز وجل أعظم بيان / وأوضح برهان على ما أردناه حتى قال: { لأعذبنه ........ فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به } (¬8) مفتخرا على سليمان بقوة
صفحہ 82