في النفوس والقلوب، والحق يصدق بعضه بعضا ولا يكذب بعضه بعضا. وأجتنب التقليد فيما يخالف التقييد والمنكر في الصدور و(الشواذ) (¬1) في الأمور. والد ... ين بين الغلو والتقصير. واستعمل الحذر في مظان التهم والعلم في حناديس الظلم، واستعمل الاثنى عشرية تسلم؛ وذلك أن (سعادة) (¬2) الآخرة العلم، ثم الإيمان، ثم العلم، ثم التوفيق، ثم حسن الخاتمة، فإذا لم يكن حسن الخاتمة لم يكن التوفيق، فإذا لم يكن التوفيق لم يكن العمل الذي يجدي، وإذا لم يكن العمل الذي يجدي لم يكن الإيمان الذي يجزي، وإذا لم يكن الإيمان الذي يجزي لم يكن العلم الذي يغني، وإذا لم يكن العلم الذي يغني خسر المرء الدنيا والآخرة؛ { ذلك هو الخسران المبين } (¬3) ثم إني نظرت في العلم وهو الباب الأول فرأيته منحدبا من آفات كثيرة فلم يسلم العبد من واحدة منها بله جملتها. فرأيت من التوفيق -إن شاء الله- وهو من ملاك الأمر، استعمال آيتين من كتاب الله، وحديثين من حديث رسول الله - عليه السلام - ، وخبرين عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وأثرين عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . ونظرين عن علي بن أبي طالب، وأوكدها وأشدها استعمال أمرين من أمور أبي عبدالله محمد بن بكر - رضي الله عنه - . فأول الآفات ألا تكون للعبد همة في الطلب بعد الجهل وللهو واللعب، وألا يريده، فإن سلم وطلب وأراد وأحب استقبلته آفة أخرى، وهو أنى له بالعلم الصافي من كدرات الكذب، ولقول رسول الله - عليه السلام - : «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع» (¬4)
صفحہ 4