واختلفوا في أيهم أفضل هم أم المؤمنون من بني آدم. قال بعضهم: الملائكة أفضل من بني آدم لقوله تعالى: { عباد مكرمون........... يعملون } (¬1) "وقوله": { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } (¬2) . ولقوله: { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } (¬3) ولقول نوح عليه السلام: { ولا أقول إني ملك } (¬4) ولقول رسول الله عليه السلام: { ولا أقول لكم إني ملك } (¬5) ولقول النسوة: { ما هذا بشر إن هذا/ إلا ملك كريم } (¬6) فلما وقع التمثيل والتشبيه إليهم صح لهم التفضيل، وإنما يقع التفضيل على قدر الفضل ولا محاباة.
وقال بعضهم: المؤمنون من بني آدم أفضل من الملائكة. واستدلوا بقول الله تعالى حكاية عنهم: { نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة } (¬7) يريد أنهم خدمهم وحفدتهم. ولقول رسول الله عليه السلام: «المؤمنون من بني آدم أفضل عند الله من جميع الملائكة» (¬8) فيما يروى عنه.
ويروى عن الشيخ أبي خزر يغلا بن زلتاف رضي الله عنه قال: المسلم عند الله من بني آدم أفضل من الملائكة. حدنثيه الشيخ أبو صالح نوح بن كافي رضي الله عنه عن أبي سليمان صاحبه إلى مصر عن أبي خزر رضي الله عنه. واختلفوا ما الذي تحفظ على بني آدم من أفعالهم. فقال بعضهم: إنما تحفظ ما يفعلون فعم ولم يخص. وقال بعضهم/: لا علم
صفحہ 285