وأما الأخبار والقصص فكحرب مهلهل وداحس والغبراء، والفتوحات، وقبائل العرب والعجم كربيعة ومضر، والترك والديلم، والفرس والبربرن ومن الأمثال السائرة المروية: أغرب من العنقاء، وأهدى من صرد/ وأحذر من غراب، وأسمع من فرس، وأشعار امرئ القيس، والمعلقات التسع. وخطب أبي حمزة المختار رحمه الله وما أشبه ذلك. واعلم أن الحواس الخمس خاصتها الحس، وفعلها الإحساس وبه سميت على اختلاف أفعالها ومحسوساتها، وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس. وعملها وتأثيرها في اليافوخ وخاصية اليافوخ الشعور. والحواس حافظة لصور المحسوسات ومؤديتها إلى اليافوخ واليافوخ حافظ لما استحفظ ومؤديه إلى الدماغ، وفي الدماغ ثلاث قوى:
القوة المتقدمة خيالية، وهي الغالبة على الصبيان والمجانين والمبرسمين والمعتوهين، وفعلها الخيال.
والقوة الوسطى وهي المفكرة ، فهي حافظة لما استحفظتها والخيالية ومؤديته/ إلى القوة الثالثة التي هي في مؤخر الدماغ، وهي القوة الحافظة والدماغ، وهي القوة الحافظة والدماغ حافظ لصور المحسوسات (¬1) حتى تنظر فيها النظر فيها النفس والروح والعقل. فالنفس جوهرية دموية بها قوام الجسد، ولها صفات أربع: الشهوة والغضبة، والرغبة والرهبة. فالشهوة داعية لتوفر الجسد وتقديم صورته. والغضبة حامية الجسد عن هلاكه وآفاته، والرغبة مقحمة ومقدمة على طلب الأوطار. والرهبة محجمة عن الآفات والأخطار. فبقاء الجسد ببقاء النفس وبقاء النفس ببقاء الجسد. وبالجملة إن النفس هي المعنى الجامع
للصفات المذمومة من الإنسان. ومهما تمكنت هذه الصفات من أفعالها بغير واسطة العقل دمرت وتبرت، وهو معنى قول الصديق -صلى الله على نبينا وعليه- حين قال: { إن النفس لإمارة بالسوء/ إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم } (¬2) .
باب في علوم الكسب
صفحہ 22