154

عدل و انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

اصناف

أما التخصيص بدلالة العقول فأمر ظاهر غير مسنتكر، لأن الشرع لا يرد بخلاف العقل، وإن استعمل اللفظ على ما يحيله العقل خص به. والدليل على ذلك التفرقة بين قول الله تعالى: { إن الله بكل شيء عليم } وبين قوله: { والله على كل شيء قدير } . فليس كل معلوم مقدورا عليه، لأن الله تعالى معلوم ولا تجري عليه القدرة.

وقال بعضهم في قول الله عز وجل: { يا أيها الناس اتقوا ربكم } (¬1) إن دليل العقل خص منه المجانين والصبيان. وبعضهم يقول: إنما خصوا بالشرع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »رفع القلم عن ثلاث...» الحديث (¬2) . وخص العقل من قوله عز وجل: { وجاء ربك والملك صفا صفا } (¬3) خص منه/ الاتنقال. وقوله: { وهو القاهر فوق عباده } (¬4) خص منه العقل الجبهة. وقوله: { على العرش استوى } (¬5) خص منه الجبهة والحلول والتمكن. وقوله: { تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى

إلا مساكنهم } (¬6) . خص منه الاستثناء ما خص، وخص العقل ما بقي وهي السماوات والأرض. وجميع ما ذكر في القرآن من أوصاف البارئ سبحانه خص منه العقل ما لا يليق به إلا بالخلق. وقد يجوز الإنصراف عن ظاهر القرآن إلى المجاز بدليل العقل. فتخصيص العام أولى به.

وأما تخصيص القرآن إلى لما في القرآه نحو قوله تعالى: { والملائكة ... الأرض } (¬7) . ثم ذكر أيضا فقال: { الذين ... آمنوا } (¬8) . فهذا استثناء منفصل./ وقوله: { ورحمتي ..... يؤمنون } الآية (¬9) .

صفحہ 154