150

عدل و انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

اصناف

ومثله بمثله إلى ما لا يتناهى. ولو استعملت فيه الوجوه الأربعة الدالة على استغراق الجنس.

ومن استعمال العموم قول الخليل عليه السلام: { إن فيها لوطا } (¬1) وذلك أن الملائكة قالت: { إنا مهلكوا ...لوطا } وانفهم لإبراهيم عليه السلام التعميم. ولم يأخذوا عليه في تعميمه العام ذا الصيغة وأخذه الظاهر من القول. والكل على حق./ فقالت الملائكة: { نحن أعلم ...... الغابرين } (¬2) .

ولم يحتج الواقفوان بحجة أعرفها إلا أنهم قالوا: لما حسن الاستفهام في العموم وصلح فيه التوكيد دل على الوقف دون الأمضاء: تقول: من جاءني أعطيته. فيصلح من السامع أن يقول لك: ولو جاءك عدوك أو بغيضك فإذا حسن هذا دل على الوقف. قال الله تعالى: { فسجد الملائكة كلهم أجمعون } (¬3) فإذا حسن التوكيد دل على الوقف لإزاحته التخصيص. قيل لهم: أرأيتم لو وقع التوكيد، أيدل على التعميم؟ قالوا: لا .

قلنا: فلا فائدة إذا في التوكيد إذ لا يفرق بين عام وخاص ولم يفدنا وإياهم شيئا. ألا ترى مع هذه التوكيدات والاستفهامات كيف حصل التخصيص/ معها واستثناء آخر ووكد توكيدا ولم يعن شيئا.

ألفاظ العموم

أولها: الجموع والأجناس كقولنا (¬4) : المسلمون، والمؤمنون، والأبرار، والفجار. وأما أسماء الأجناس فالأرض والسماء والهواء والماء والحيوان والموات.

الثاني: أسماء الاستفهام: (من) و(ما) و(أي) و(متى) و(أين) و(ليس) في النفي و(لا يكون).

الثالث: ألفاظ التوكيد: كلهم، وأجمعون، وأكتعون، وأبصعون.

الرابع: الاسم المفرد المحلى بالألف واللام إن أريد به الجنس.

فالناس في هذا كما قدمنا على ثلاثة أقوال:

أهل الوقف هم على وقفهم حتى يرد بيان بعد هذه الألفاظ.

وأهل التعميم على قولين:

صفحہ 150