فلا تكونن من الأغبياء الغفال فتظن أن هذا الميزان ميزان الأنقال والأحمال. ذكر الله عز وجل صنيعة الإنسان، وأنه امتن عليه بتعليم البيان، لعجايب ما أودعه الله تعالى في القرآن، فذكر الشمس والقمر، والنجم والشجر، عجائب ملكوت السموات بحسبان. وعجائب ملكوت الأرض، وهي النجم والشجر يسجدان. ثم ذر رفع السموات ووضع الأرض، ووضع الميزان فجعل السماء والرض طر في شاهد للميزان، فابتدأ بالسماء ورفعها، وعقب بذكر الأرض ووضعها؛ بالسماء وشاهداها الشمس والقمر، والأرض وشاهداها النجم والشجر دلالة على نباهة هذا الميزان العظيم للأمر الجسيمن وهو الإشارة إلى ميزان العقل لا ميزان الثقل فالثقيل يراد لمعاملة الأغبياء في الدنيا، والعقل يراد / لمعاملة الأتقياء للأخرى.
ثم وصف الميزان فقال: { .. ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان } فالطغيان في الميزان انتحال الألوهية للأوثان. والخسران في الميزان تقصيرها عن الرحمن.
فأول موازين الله - عز وجل - كتبه المنزلة، وأنبياؤه المرسلة، والأولياء المحدثة المروعة، والحواس المطبوعة المسخرة، والعقول المضيئة المنورة. فمن بهذه الموازين فزاد وطغى، أو نقص فبغى، ضل وغوى وهلك وتردى. ومن وزن وعدل وتحرى الصدق ولم يمل فاز ونجا. وأنا أدعو إلى هذه الموازين على أن تكون لي وعلي. ومن حكم على غيره كما يحكم على نفسه فقد عدل، ومن أحب لغيره مثل ما يحب لنفسه فقد أنصف. وأنا أدعو إلى طريق العدل والإنصافن وأنهى عن الجور والإنحراف فمن أجاب اصاب، ومن أبى واستكبر فقد خسر وخاب/:
سل السيف يا صيقل ... ... أيكما يقتل.!؟
وميزان خالقنا ..... ... ... هو الحق لا الأميل
وميزانك،م مائل ... ... دعوه ولا تسألوا
وإلا هلم نزن ... ... تروا أيكم أعدل
أعمالي أعمى لي. أعمالك أعمى لك. أحوالي أحوى لي، أحوالك أحو لك. أفعالي أفعى لي. أفعالك أفعى لك ، فهذا مثل ينبئك بالمالك والهالك.
صفحہ 10