فقالت نائلة: «قولي يا أسماء ولا تخفي سرك علي.»
قالت: «ماذا أقول وأنا لا أعرف شيئا غير ما ذكرت؟»
قالت: «يظهر لي من ترددك أنك تخفين شيئا آخر.»
فتنهدت أسماء تنهدا عميقا ونظرت إلى نائلة والدموع ملء عينيها، وحاولت الكلام فخنقتها العبرات فسكتت.
فضمتها نائلة إلى صدرها وقبلتها وهي تزداد إعجابا بإشراق طلعتها وقالت: «قولي يا بنيتي، قولي ما في نفسك وثقي أني حافظة سرك عن كل إنسان.»
فمسحت أسماء دموعها، وتنفست الصعداء وقالت: «ماذا أقول لك يا خالة؟ إن سؤالك جدد أحزاني وأذكرني أمي المسكينة!» قالت ذلك وعادت إلى البكاء.
فمسحت نائلة دموعها وقالت: «رحم الله تلك الأم الحنون! فإنها قد خلفت لنا ملاكا كريما. قولي ما هو سرك.»
قالت: «إن سري يا سيدتي قد ذهب إلى القبر مع أمي.» قالت ذلك وأوغلت في البكاء.
فقالت نائلة: «هل كانت أمك تخفي السر عليك وماتت قبل أن تبوح به؟»
قالت: «نعم، ماتت وخلفت لنا حرقة فراقها، وزادت تلك الحرقة لوعة بكتمانها سرا ذهب معها إلى القبر، ولكنها ...»
نامعلوم صفحہ