فارتبك بورتر، ولكنه تشجع وقال: دليلي؟ دليلي؟ عدم وجود أطفال ونساء في الحادثة.
فهمس أحد مكاتبي الجرائد في أذن رفيقه وقال له: إذن كانت امرأة محمد عبد النبي في الجرن، وإن الإصابة حقيقة أصابتها وهي هناك، فالحريق إذن من نار الضباط.
فقال له الثاني: اسكت وإلا يأمر الرئيس بأن يأتي بورتر إلينا فيخرج منا من لا تعجبه هيئته، ويضمونا في عداد المتهمين.
فضحكا.
ثم التفت الرئيس إلى بورتر وقال له: هل انتهت أقوالك؟ - نعم.
ثم خرج ... وجاء بعده عبد العال صقر مترجم ودليل الضباط، ولما دخل هذا الشاهد لم ينس أبدا أن يؤدي التحية العسكرية، فجمع رجليه بجانب بعضهما ورفع يده بجانب جبهته، وقال باللغة الإنجليزية بدون أن يسأله أحد: وي لفت أون ثرتين جيون (أي خرجنا يوم 13 يونيو).
فصرخ فيه المستر بوند: ما هذا؟ ماذا تقول؟ أجب. - إني أشهد بالذي رأيته. - أتشهد بالإنجليزي؟ ولماذا؟ - لأن الضباط شهدوا بالإنجليزي. - ألا تعرف العربية؟ - أعرفها. - إذن احلف اليمين وتكلم باللغة العربية.
وفي أثناء هذه المحادثة ضج الحاضرون بالضحك، فطلب الرئيس حفظ النظام.
ثم التفت إليه الرئيس بعد أن حلف اليمين وقال له: قل ماذا رأيت؟ - رأيت كثيرا يا سعادة الأفندي، رأيت أن الأهالي هجمت على الضابط بورتر، وكان معهم شيخ الخفر والدنيا كلها، وأخذوا منه البندقية، وكانت المرأة معهم.
فارتاب المستر بوند في هذه الشهادة، فنادى المستر بورتر وقال له: حقيقة أن المرأة وشيخ الخفر هجمت عليك وأخذت البندقية منك؟ - كلا فهذا كذب، وزيادة على ذلك فإن عبد العال هرب وتركنا، ولم نعد نراه بعد الواقعة.
نامعلوم صفحہ