قيل له: يرحمك الله! كل هذا من أجل لقمة؟ فقال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها.
وما نحسب أن يوما مر به دون أن يطيع فيه دواعي الإحسان، وسليقة البر والمودة سئل عنها أو لم يسأل.
فكان من عادة النبي عليه السلام أن يسأل أصحابه حينا بعد حين عما ابتدروه من الخيرات فلا يكتموه شيئا لأنه يسأل ويريد أن يجاب، ليتبع جوابهم عظة من العظات، أو يعقبه بحديث يؤثرونه عنه.
صلى النبي الصبح ذات يوم فلما قضى صلاته سأل: أيكم أصبح اليوم صائما؟
قال عمر: أما أنا يا رسول الله فقد بت لا أحدث نفسي بالصوم، وأصبحت مفطرا.
وقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، بت الليلة وأنا أحدث نفسي بالصوم، فأصبحت صائما.
ثم سأل النبي: أيكم عاد اليوم مريضا؟
قال عمر: إنما صلينا الساعة ولم نبرح، فكيف نعود المريض؟
وقال أبو بكر: أنا يا رسول الله. أخبروني أن أخي عبد الرحمن بن عوف مريض وجع، فجعلت طريقي عليه، فسألت عنه، ثم أتيت المسجد.
ثم سأل النبي: فأيكم تصدق اليوم بصدقة؟
نامعلوم صفحہ