وأمثال هذه الأحاديث في أصول السياسة والأخلاق والاجتماع مما لا يتناوله الإحصاء في هذا المقام.
كان محمد فصيح اللغة فصيح اللسان فصيح الأداء.
وكان بليغا مبلغا على أسلس ما تكون بلاغة الكرامة والكفاية، وكان بلسانه وفؤاده من المرسلين، بل قدوة المرسلين.
الفصل السابع
محمد الصديق
عطوف ودود
إذا كان الرجل محبا للناس، أهلا لحبهم إياه، فقد تمت له أداة الصداقة من طرفيها ...
وإنما تتم له أداة الصداقة بمقدار ما رزق من سعة العاطفة الإنسانية ومن سلامة الذوق، ومتانة الخلق، وطبيعة الوفاء.
فلا يكفي أن يحب الناس ليحبوه، لأنه قد يحبهم وفي ذوقه نقص ينفرهم منه ويزهدهم في حبه.
ولا يكفي أن يكون محبا سليم الذوق ليبلغ من الصداقة مبلغها. فقد يكون محبا محبوبا حسن الذوق ثم يكون نصيبه من الخلق المتين والطبع الوفي نزرا ضعيفا لا تدوم عليه صداقة، ولا تستقر عليه علاقة.
نامعلوم صفحہ