ولم يتعز الفنان بجواب الملك فقال: ولكن ينبغي لمولاي أن يفرح هذا المساء فرحا خالصا. - ولماذا ينبغي لمولاك أن يفرح؟
فوجم الفنان، وكاد ينسيه تساؤل الملك الساخر جميل ثنائه وعظيم احتفاله، ولكن الأمير رعخعوف الذي لم يرض عن تطور الملك النفسي قال: لأن مولانا احتفل اليوم بتبريك أعظم آية فنية في تاريخ مصر الطويل.
فضحك الملك وقال: أتعني قبري أيها الأمير؟ وهل ينبغي للإنسان أن يفرح لبناء قبره؟
فقال الأمير: أطال الرب بقاء الملك، إن العمل المجيد حقيق بالفرح والتكريم. - نعم. نعم، ولكن إذا ذكر بالموت ألا يوجب شيئا من التأسي ؟
فقال ميرابو بحماس: إنه يذكر بالخلود يا مولاي.
فابتسم فرعون وقال: لا تنس أني معجب بفنك يا ميرابو، ولكن نذير الموت يملأ النفس شجنا، نعم لا أذكر ما يوحي به عملك المجيد من معاني الخلد، ولكن الخلد موت لحياتنا الفانية العزيزة.
فقال خوميني برزانة وتأمل وإيمان: مولاي، إن اللحد عتبة الحياة الأبدية ...
فقال الملك: صدقت يا خوميني، ولكن المقبل على سفر كثير التدبر، وهذا أحرى بمن يولي وجهه تلك الرحلة الأبدية، وإياك أن تظن أن فرعون خائف أو آسف ... كلا ... كلا، إني أتعجب فقط لتلك الرحى التي تدور وتدور وتطحن كل يوم ملوكا وسوقة ...
وتضايق الأمير رعخعوف من تفلسف الملك وقال: إن مولاي الملك يكثر من التأمل.
وكان فرعون يفهم ذات ابنه فقال: لعل هذا لا يرضيك أيها الأمير.
نامعلوم صفحہ