فقلت: «المسألة بسيطة والبرهان حاضر. تعاليا معي إلى مصر وأنا أريكما القطة.»
وآلمني أن أمزق (زينب) هذه بالغيب، وأدركني عليها عطف شديد، ولكني ماذا أصنع وقد أبت الفتاتان إلا أن تحشراها في الحديث حشرا، وإلا أن تركباها كتفي، وتزعماها زوجة لي، وتدعيا أني أسأت إليها وجنيت عليها وتخليت عنها؟
وقالت توحة: «ولكن كيف يمكن؟ لقد كانت في المدرسة أرق التلميذات قلبا؟»
فهززت رأسي وقلت: «وأشهد أنها ظلت كذلك زمنا حتى اعتادت الشراب.»
فصاحتا بصوت واحد: «الشراب؟ زينب؟»
قلت: «نعم مع الأسف، وبعد ذلك انقلبت زوبعة لا تسكن قط ... بالله اتركا هذا الحديث ... إنه يؤلمني ... وما أفضيت إليكما بهذه الحقائق إلا لأنكما كنتما معها في المدرسة، فاعذراني وانتقلا إلى كلام آخر.» •••
وصرنا أصدقاء، نلتقي كل بضعة أيام، أعني أني كنت أزورهما من حين إلى حين في مصيفهما «بضهور الشوير»، ونخرج إلى البساتين والضياع المجاورة. ثم مضت فترة لم أرهما فيها، واتفق يوما أني كنت مدعوا إلى حفلة في فندق ببيروت فبصرت بأخت توحة واقفة تطل على البحر، فوقفت إلى جانبها وحييت، فردت التحية بفتور، فقلت: «الجو حار.»
قالت: «نعم.»
قلت: «ولكن البحر يلطف الحرارة.»
قالت: «نعم.»
نامعلوم صفحہ