فقلت: «نعم، أحب الكلاب ... جدا.»
قالت: «إن لها مزاياها.»
قلت: «صحيح ... إن للكلاب مزاياها.» وفتح الله علي فأضفت: «وكذلك للقطط مزاياها.»
فقالت: «صحيح ... القطط أيضا لها مزاياها.»
قلت: «لا شك. ولكن القطط تختلف عن الكلاب.»
قالت: «نعم تختلف ... لقد لاحظت ذلك.»
وكان ينبغي أن أجيب بشيء، فقد اتسع الموضوع ولم يعد مقصورا على الكلاب، ولكنه لم يخطر لي كلام أقوله، فعضضت لساني من الغيظ، وسكتت هي أيضا، ووقفت أمسح للكلب شعره، وبودي لو أخنقه، فقد كبر في ظني أنه هو الذي جر علي هذه الحبسة التي أصابت لساني، ثم رفعت عيني إلى الفتاة فرأيتها تنقل معطفي من ذراع إلى ذراع، فأسرعت أقول: «معذرة! لقد كنت ذاهلا.»
وتناولت المعطف، فحملت عني كلبها وهي تقول: «هو الذي أذهلك ... إنك تحبه، أليس كذلك؟»
فقلت - وأنا أتشهد في سري: «أحبه؟ آه ... نعم ... أحبها ... أعني الكلاب.»
قالت: «إنك ...؟»
نامعلوم صفحہ