بستان الواعظین وریاض السامعین
بستان الواعظين ورياض السامعين
تحقیق کنندہ
أيمن البحيري
ناشر
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤١٩ - ١٩٩٨
پبلشر کا مقام
لبنان
١٩٦ - النجَاة فِي ذكر الله
رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (لَيْسَ شَيْء أنجى لِلْمُؤمنِ من عَذَاب الله من ذكر الله وَأكْثر مَا يجد الْمُؤمن فِي صَحِيفَته يَوْم الْقِيَامَة الاسْتِغْفَار فِي اللَّيْل وَالنَّهَار فَكل من كَانَ فِي الدُّنْيَا من قِرَاءَة كِتَابه خَائفًا مشفقا كَانَ الله ﵎ بِهِ عِنْد قِرَاءَته إِيَّاه رحِيما مرفقا وَمن كَانَ فِي الدُّنْيَا من الغافلين كَانَ عِنْد قِرَاءَته من النادمين فَلَو رَأَيْتُمْ يَا أهل الذُّنُوب مَا قد أثبت عَلَيْكُم فِي الدُّيُون من الْخَطَايَا والعصيان والزور والبهتان وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان والغفلة وَالنِّسْيَان لعظمت مِنْكُم المصائب وَكَثُرت مِنْكُم النوائب ولسارعتم إِلَى الثَّوَاب والرغائب ولثبتم إِلَى رب الْمَشَارِق والمغارب وأنشدوا
(مَا بَال عَيْنك لَا تبْكي لما سلفا ... ذكر الذُّنُوب وَخَوف النَّار والتلفا)
(يَا أَيهَا المذنب المحصى جرائمه ... لَا تنس ذَنْبك وَاذْكُر مِنْهُ مَا سلفا)
(من الذُّنُوب الَّتِي لم تبل جدَّتهَا ... كَيفَ تبلى وَقد أودعتها صحفا)
(أما تخَاف أما تخشى فضائحها ... إِذا الغطاء انجلى عَنْهُن وانكشفا)
اعلموا معاشر المذنبين لَو أَن الله تَعَالَى اطلع بَعْضنَا على صَحَائِف بعض وكشف لَهُ مَا فِيهَا من الذُّنُوب لَكَانَ النَّاس يشتغلون عَن مَعَايشهمْ بتعيير بَعضهم لبَعض ولعنة بَعضهم لبَعض فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون
١٩٧ - حِكَايَة عَن رقة بن وَاسع
حُكيَ عَن مُحَمَّد بن وَاسع ﵀ أَنه مَا رَآهُ أحد قطّ ضَاحِكا وَإِن كَانَ ليبكي حَتَّى ترحمه النَّاس فَذكر لَهُ ذَلِك فَقَالَ يَا أحبائي وَكَيف يضْحك من لَا يدْرِي مَا أثبت عَلَيْهِ فِي كِتَابه وَلَا يدْرِي بِمَا يخْتم لَهُ
اللَّهُمَّ اختم لنا بِخَير وَكَانَ رجل يكلم مُحَمَّد بن وَاسع فِي حَاجَة فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن وَاسع ادن مني فَلَو كَانَت للذنوب رَائِحَة لما قدرت أَن تَدْنُو مني فيا معشر المذنبين مثلي وَنَفْسِي أَعنِي وكلنَا مذنب لَا تغتروا بستر الله تَعَالَى عَلَيْكُم فَإِن لَهُ يَوْمًا يهتك فِيهِ الأستار وَيُحَاسب عباده على مَا عمِلُوا فِي اللَّيْل وَالنَّهَار فقوم إِلَى الْجنَّة وَقوم إِلَى النَّار فالخير وَالشَّر قد حصل عَلَيْكُم الْكتاب الَّذِي يوضع لكم يَوْم الْعرض والحساب بَين يَدي رب الأرباب قَالَ الْملك الْوَهَّاب ﴿وَوضع الْكتاب فترى الْمُجْرمين مشفقين مِمَّا فِيهِ﴾
1 / 117