250

برہان

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

اصناف

حَافِظًا﴾ بألف، الباقون بغير ألف (١)، فالحذف على المصدر، والنصب على التمييز، والتقدير: خير حفظا منكم، وقيل على الحال والإثبات، على أنه اسم الفاعل ونصبه على الحال، والتقدير: خير شيء وله في حال حفظه (٢)، ويجوز أن يكون تمييزا على تقدير: خيركم حافظا.
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى والله أعلم يقول تعالى: ولما حمَّل يوسف لإخوته أباعِرهم من الطعام فأوقر (٣) لكل واحد منهم بعيره، قال لهم: ﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ كما أحمل لكم بعيرًا آخر، فتزدادوا به حمل بعير آخر (٤)، ﴿أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ﴾ فلا أبخسه أحدا، وأنا خير مَن أنزل ضيفا على نفسه بهذه البلدة، فأنا أضيفكم (٥)، قال مجاهد: أنا خير من يضيف بمصر (٦)، وقوله: ﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ قال قتادة: يعني بنيامين وهو أخوه لأبيه وأمه (٧).
وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَاتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ﴾ أي: هذا قول يوسف لإخوته فإلم تأتوني بأخيكم من أبيكم فليس لكم عندي طعام أكيله لكم، ولا تقربوا بلادي (٨).

(١) ابن مجاهد، مرجع سابق، ص ٣٥٠. ابن خالويه، كتاب السبعة في القراءات، مرجع سابق، ص ١٩٧. ابن زنجلة، مرجع سابق،١/ ٣٣٦.
(٢) كذا في الأصل ولعل الصواب خير شيئ له في حال حفظه.
(٣) أوقر فلان الدابة إيقارا: حملها حملا ثقيلا. ابن منظور، مرجع سابق، ٥/ ٢٨٩.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٥٤.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٣٣٤.
(٦) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٥٥. ابن أبي زَمَنِين، مرجع سابق، ٢/ ٣٣٢. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٣٥.
(٧) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٦٣.
(٨) ابن جرير، المرجع السابق. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٦٣،٢١٦٤.ولكن بلفظ (بلدي).الثعلبي، المرجع السابق. القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، ٥/ ٣٥٩٢.

1 / 250