ومن حال المؤمن مع الله أيضا ذكر الله تعالى كثيرا
ومن أدب الذكر صدق العزيمة وكمال الخضوع والانكسار والانخلاع عن الأطوار والوقوف على قدم العبودية بالتمكن الخالص والتدرع بدرع الجلال حتى إذا رأى الذاكر رجل كافر أيقن أنه يذكر الله بصدق التجرد عن غيره وكل من رآه هابه وسقط من بوارق هيبته على قلب الرائي ما يجعل هشيم خواطره الفاسدة هباء منثورا وإذا كان الأمر على غير هذا المنوال فأحسنه بالسنة إلى العامة التمكن وضبط القوم وجمع الأدب الباطني والظاهري مهما أمكن وكف الطرف عن النظر إلى أحد
اللهم اجعلنا ممن ركبت على جوارحهم من المراقبة غلاظ القيود وأقمت على سرائرهم من المشاهدة دقائق الشهود فهجم عليهم نشر الرقيب من القيام والقعود فنكسوا رؤوسهم من الخجل وجباههم للسجود وفرشوا لفرط ذلهم على بابك نواعم الخدود فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود وصلي الله على سيدنا محمد
صفحہ 70