وأيضا لما كان مبدأ القياس هى المقدمة الكلية غير ذات وسط، وكانت هذه إما فى البرهانية موجبة، وإما فى السالب سالبة، أعنى المقدمة الكلية، وكان البرهان الموجب أقدم من السالب وأعرف منه (إذ كانت السالبة إنما تعرف من الموجبة، وكانت الموجبة أقدم من السالبة، كما الموجود أقدم من غير الموجود)، فإذا مبدأ البرهانية أفضل من مبدأ البرهان السالب، والتى تستعمل مبادئ أفضل هى أفضل.
وأيضا هى أشرف. وذلك أنه لا سبيل إلى أن يكون البرهان السالب من غير المبرهن.
[chapter 26: I 26] 〈فضل البرهان المباشر على البرهان السائق إلى المحال〉
ولما كان البرهان الموجب أفضل من السالب فمن البين أنه أفضل من البرهان السائق للكلام إلى المحال.
وقد يجب أن ننظر ما الفرق بينهما. فلتكن ا غير موجودة لشىء مما توجد له ٮ؛ ولتكن ٮ موجودة لكل ح ؛ فقد يلزم أن تكون ا غير موجودة لشىء من ى. فإذا أخذت الحدود بهذا النحو يكون سالبا برهانيا وهو أن ا غير موجودة ل ح. وأما السائق إلى المحال فهذه ح〈اله〉: إن احتيج أن يبين أن ا غير موجودة ل ٮ؛ فقد يجب أن يؤخذ أنها موجودة؛ و ٮ ل ح، فقد يلزم إذا أن تكون ا موجودة ل ح. وليكن هذا معلوما مقرا أنه غير ممكن. فليس يمكن إذن أن توجد ا ل ٮ. وإن كان مقرا بأن ٮ موجودة ل ح، فإن ا لا يمكن أن توجد ل ٮ .
صفحہ 393