ولما كان البرهان منه كلى ومنه جزئى، ومنه حملى ومنه سالب — ففى ذلك مواضع للشك: وهو أى البرهانين ليت شعرى أفضل! وكذلك قد نتشكك فى البرهان الذى يقال إنه برهانى، وفى الذى يسوق الكلام إلى ما لا يمكن. فلنبحث أولا عن البرهان الكلى والجزئى. فإذا ما نحن كشفنا أمر هذين، ففى عزمنا أن نتكلم فى البرهان المستقيم، وفى السائق الى ما لا يمكن. ولعل قوما يظنون أن البرهان الجزئى هو أفضل عندما يجعلون بحثهم بهذه الطريق. قالوا: إن كان البرهان الذى به نعلم أكثر هو برهانا 〈أفضل〉 — وذلك أن هذا هو فضيلة البرهان — وقد يعلم كل واحد متى علمناه بذاته أكثر من علمنا به عند نظرنا إليه بشىء آخر: مثال ذلك علمنا بأن قورسقوس هو موسيقار متى كان قورسقوس موسيقارا، أكثر من علمنا به مما هو إنسان. وكذلك فى تلك الأخر الباقية.
وأما البرهان الكلى فإنه إنما يبين ماهو ذلك الآخر، وليس ذلك الشىء الشىء الذى اتفق أن يكون هو يبين — مثال ذلك البرهان على المثلث المتساوى الساقين لا بما هو متساوى الساقين، لكن بما هو مثلث.
صفحہ 385