وقد وضع أن المحمول واحد على واحد. وأما أنها هى على نفسها جميع الأشياء التى ليس معنى ما هى لا تحمل — فذلك معلوم، إذ كانت بأجمعها أعراضا، لكن بعضها بذاتها، وبعضها على نحو آخر، وجميع هذه إنما نقول إنها محمولة على شىء موضوع، وإن العرض ليس هو شيئا موضوعا: وذلك أنا لسنا نضع ولا واحد من أمثال هذه بنعت ويقال مهما يقال وينعت من حيث ليس هو شيئا آخر، لكن إنما نقول 〈إنه محمول على شىء〉 آخر، وآخر على شىء آخر. فليس يقال إنه موجود واحد من واحد، لا إلى فوق ولا إلى أسفل. وذلك أن الأشياء التى تقال عليها الأعراض هى جميع الأشياء التى هى فى الجوهر لكل واحد، وهذه ليست بلا نهاية. أما إلى فوق، فهذه والأعراض كلاهما ليست بلا نهاية. فقد يلزم إذن أن يوجد شىء يحمل عليه الشىء، وعلى هذا آخر، وينقطع هذا ويقف، وأن يوجد شىء لا يحمل على آخر أقدم ولا أيضا عليه يحمل شىء آخر أقدم.
فهذا أحد أنحاء البرهان الذى يجرى على طريق المنطق. وأما الآخر فهو هذا:
صفحہ 378