فليس ينبغى إذن أن يسأل كل واحد من العلماء عن كل شىء؛ ولا أيضا ينبغى أن يجيب عن كل ما يسأل فى كل واحد به؛ لكن إنما يجب أن يجيب عن أشياء محدودة منحازة فى علمه. فإن وجد إنسان يجارى المهندس قولا ما ويناظر بما هو مهندس، فمن البين أن فعله هذا يكون فعلا جميلا متى كان يبين شيئا ما من أمثال هذه. وأما إن لم يكن كذلك فليس هو بالجميل. ومن البين أنه ليس يكسف المهندس ولا تكسيفا أيضا، اللهم إلا أن يكون بطريق العرض. فإذن لا سبيل إلى الكلام فى الهندسة بين قوم غير مهندسين. وذلك أنه قد يضل الذى تجرى مناظرته مجرى رديئا. وكذلك فى العلوم الأخر الباقية أيضا. ولما كان قد توجد مسائل ما هندسية، أترى قد توجد أيضا مسائل ما غير هندسية؟ — وفى واحد واحد من العلوم مسائل هى بلا علم هندسية، فأيما هى؟ وترى الذى هو بلا علم هو قيس أم مغالطة؟ وهو فى الهندسة، أم فى صناعة أخرى؟ مثال ذلك السؤال الموسيقى هو غير هندسى فى الهندسة. وأما الظن بأن الخطوط المتوازية تلتقى فهو هندسى على جهة ما، وغير هندسى على جهة أخرى. وذلك أن هذا يكون على ضربين كالحال فى: لاوزن، فيقال: لا هندسة — أما على نحو واحد فمن قبل أنها ليست موجودة له بمنزلة عدم الوزن، وأما بنحو آخر فمن قبل أنه مقتن له اقتناءا رديئا. وهذا النحو من لا علم، وهو من أمثال هذه المبادئ، هو مضاد.
صفحہ 346