فأما القول بأن على كل شىء إما موجبة وإما سالبة فإنه قد يأخذه البرهان السائق إلى المحال. وليس أخده لهذا دائما على طريق الكلية، لكن بمبلغ ما يكون كافيا، وهو كاف فى جنس جنس، وأعنى فى الجنس بمنزله ما هو فى الجنس الذى نأتى فيه بالبراهين، كما قيل فيما تقدم أيضا.
وقد يشارك جميع العلوم بعضها بعضا فى الأمور العامية، وأعنى بالعامية التى يستعملونها على أنهم منها يبينون، لا لما فيه يبينون، ولا أيضا ما إياه يبينون.
والجدل لجميعها، وإن كان يوجد شىء ما يلتمس بالكلية تتبين الأمور العامية، مثال ذلك أنه لكل شىء: إما موجبة وإما سالبة، وإن نقص من المتساوية متساوية أو شىء من أمثال هذه. وأما صناعة الجدل فليس حالها حالا أنها للأشياء المحدودة، ولا أيضا لجنس ما محدود، وإلا لم يكن بالتى تسأل ولا سؤالا. وذلك أن الذى يبرهن ليس له أن يسأل من قبل أنه إذا كانت أشياء متقابلة لا يتبين شىء واحد بعينه وقد يتبين هذا فى «المقاييس».
[chapter 12: I 12] 〈السؤال العلمى〉
صفحہ 344