فهذا الشعر ليس فيه معنى فائق، ولا مثل سابق، ولا تشبيه مستحسن، # ولا غزل مستطرف، إلا أن الاعتدال قد كساه جمالا، وصير له في القلوب جلالا؛ فإذا جئت إلى قول امرئ القيس:
(وتعرف فيه من أبيه شمائلا ... ومن خاله، ومن يزيد ومن حجر)
(سماحة ذا، وبر ذا ووفاء دا ... وفائل ذا إذا صحا وإذا سكر)
وجدته قد أتى من الوصف بما لم يأت به أحد، ومدح أربعة في بيت، وجمع لو أحد فضائل الأربعة في بيت آخر، وجعل ما مدحه به سجية له: في صحوة وفي سكره، ففاق في هذه الأحوال كل شاعر، إلا أن اضطراب وزنه، وكثرة الزحاف فيه، قد بهر جاء، وعن حد القبول قد أخرجاه.
وأما الإصابة في التشبيه فكقول الشاعر:
(فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتاى عنك واسع)
وكقول الآخر:
(كأن مثار النقع فوق رؤسهم ... وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه)
ومما سلك شاعره فيه سبيل التشبيه فأساء ولم يحسن، قوله:
(خطاطيف حجن في حبال متينة ... نمد بها أيد إليك نوازع) # وكقول الآخر:
صفحہ 142