ومنه تشبيه في المعاني كتشبيههم الشجاع بالأسد، والجواد بالبحر، والحسن الوجه بالبدر، وكما شبه الله -عز وجل - أعمال الكافرين في تلاشيها مع ضلالتهم أنها حاصلة لهم بالسراب الذي إذا دخله الظمآن الذي قد وعد # نفسه به لم يجده شيئا، وكما شبه من لا يقنع بالموعظة بالأصم الذي لا يسمع ما يخاطب به، وشبه من ضل عن طريق الهدى بالأعمى الذي لا يبصر ما بين يديه ، وفي هذا النوع من التشبيه قال الشاعر:
(فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع)
وقال غيره:
(هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله)
(فلو لم يكن في كفه غير نفسه ... لجاد بها فليتق الله سائله)
وهذا كثير في القرآن والشعر، وما ذكرنا منه دليل على ما تركنا إن شاء الله.
اللحن:
صفحہ 109