اسلام کے بانی: محمد اور ان کے خلفاء
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
اصناف
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .
فعظم عند العرب أن يتركوا دين آبائهم، فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به، والمواساة له، والصبر معه على شدة أذى قومهم لهم وتكذيبهم إياهم، وكل الناس لهم مخالف زار عليهم، فلم يستوحشوا لقلة عددهم، وشنف الناس لهم، وإجماع قومهم عليهم، فهم أول من عبد الله في الأرض، وآمن بالله وبالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته، وأحق الناس بهذا الأمر من بعده، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم. وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين، ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام، رضيكم الله أنصارا لدينه ولرسوله وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلة أزواجه وأصحابه، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، ولا تفتاتون بمشورة ولا تقضى دونكم الأمور.
وهنا رأيت أحد كبار الأنصار ينهض منافحا مدافعا يرد على أبي بكر قائلا: «يا معشر الأنصار، املكوا عليكم أمركم، فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم، ولا يجترئ مجترئ على خلافكم، ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم، أنتم أهل العزة والثروة، وأولو العدد والمنعة والتجربة، وذوو البأس والنجدة، وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم وينتقص عليكم، أبى هؤلاء إلا ما سمعتم، فمنا أمير ومنهم أمير.»
وهنا رأيت عمر رضي الله عنه يندفع إلى القول بصوت جهير، قال: «هيهات، لا يجتمع سيفان في قراب واحد، والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيهم من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم، ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته، إلا مدل بباطل ومتجانف لإثم، أو متورط في هلكة.»
وهنا رأيت بعين المخيلة كبيرا من كبار الأنصار يدعى الحباب، وقد هب من مجلسه معترضا يقول: «يا معشر الأنصار، لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فإن أبوا عليكم ما سمعتموه فأجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم، فبأسيافكم دان بهذا الدين من دان، أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أما والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة.»
قال عمر: إذن يقتلك الله.
وهنا انبرى أبو عبيدة بن الجراح قائلا: «يا معشر الأنصار، لا تكونوا أول من بدل وغير، فأنتم أول من آزر وناصر.»
ثم هب بشير بن سعد أبو النعمان الأنصاري، وهو زعيم قبيلة الخزرج، وقال: «يا معشر الأنصار، إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في هذا الدين، ما أردنا به إلا رضاء ربنا وطاعة نبينا في الكدح لأنفسنا، فما ينبغي أن نستطيل على الناس بذلك، ولا أن نبتغي به من الدنيا عرضا، فإن الله ولي المنة علينا بذلك، واعلموا أن محمدا من قريش، وقومه أحق به وأولى، وايم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا، فاتقوا الله ولا تنازعوهم ولا تخالفوهم.»
قال أبو بكر: هذا عمر، وهذا أبو عبيدة، فأيهما شئتم فبايعوا.
فقال عمر وأبو عبيدة في صوت واحد: إنك ثاني اثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول الله على الصلاة، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا يبغي أن يتقدمك؟ ابسط يدك نبايعك. فسبقهما بشير بن سعد الخزرجي.
نامعلوم صفحہ