اسلام کے بانی: محمد اور ان کے خلفاء
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
اصناف
في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بدأنا الرحيل من مكة المكرمة شاخصين إلى عرفات، والمسافة بين مكة وعرفات تقرب من خمسة وعشرين كيلومترا، لا يشعر بطولها الحاج؛ لأنه يقضي الوقت مشغولا بمشاهدة مناظر شائقة منوعة؛ إذ إن الطريق يكون في ذلك الوقت زاخرا بعشرات الألوف من الحجاج وهم محرمون بين راكبي سيارات، وإبل، وبغال، وعربات، وكافة وسائل السفر والانتقال.
وإني لأترك لمخيلة القارئ صورة هذا الزحام العظيم، ومنظر الطريق الصحراوي، ومع كل ذلك الزحام فإن لطف الله اللطيف يشمل أولئك الحجيج، فلا يحدث حادث تصادم واحد، ولا يقع لواحد منهم أي مكروه.
فيا عجبا! إننا لا نكاد نمر في طريق أو ميدان في مصر في أي يوم من الأيام إلا ونشهد حوادث عديدة من الاصطدام!
لكن لا عجب، فإن الحجاج إلى بيت الله الحرام هم ضيوف الله.
كنا نرى مئات السيارات وآلاف الجمال وآلاف الخيل والبغال والألوف المؤلفة من المترجلين، الكل قاصدون إلى عرفات، والكل متجهون بقلوبهم وأفئدتهم وجوانحهم وحواسهم إلى معبود واحد، هو الله، يناجونه بنداء واحد ليس أفضل منه دعاء، هو: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك .»
وذكرت وأنا شارد اللب مأخوذ القلب، سابحة نفسي في ملكوت الكون، كيف استجاب الله دعاء إبراهيم عليه السلام، فحمل تلك الأفئدة على أن تهوي إلى ذرية إبراهيم، ونعني أهل هذه الأراضي المقدسة.
وذكرت كيف أن الله سبحانه وتعالى حين انتهى إبراهيم من تجديد بناء الكعبة، أو إن شئت فقل: من بنائها للمرة الثانية، قال الله تعالى: هيا يا إبراهيم، إذن في الناس بالحج.
فقال إبراهيم: يا رب، ومن ذا الذي يبلغ دعوتي؟
فقالت العزة الإلهية: أذن أنت، وعلي أنا الإبلاغ. وذهب إبراهيم إلى جبل أبي قبيس المواجه للكعبة، وصعد الجبل وقال: «يا أيها الناس! إن الله قد أمركم بحج هذا البيت - وأشار إلى الكعبة - ليثيبكم به الجنة، ويجيركم من عذاب النار، فحجوا.»
ومن الروايات الصحيحة أن قد أجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وقالوا: «لبيك اللهم لبيك!» فمن أجابه يومئذ مرة كتبت له الحجة مرة، ومن أجاب مرتين كتبت له حجتان، وهكذا.
نامعلوم صفحہ