اسلام کے بانی: محمد اور ان کے خلفاء
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
اصناف
أسماء بنت أبي بكر
ذكرت أسماء بنت أبي بكر، أم عبد الله بن الزبير، من الزعيمات؛ إذ يروى عنها أن ابنها سألها عن قتاله مع الحجاج بن يوسف، وهل يمضي فيه؟ فقالت: ما يضير الشاة السلخ بعد الذبح؟
ويروى أن الحجاج صلب عبد الله بن الزبير في الكعبة الشريفة، وأن أهل مكة طلبوا من أسماء أن تتشفع لابنها عند الحجاج لدفنه فأبت، وأخيرا وبعد جهد قبلت رجاءهم، وكتبت إلى الحجاج قائلة: أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟
وقد خجل الحجاج من نفسه، ودفنه. •••
لقد خطبت [عائشة] الناس قائلة:
أبي وما أبيه! أبي والله لا تعطوه الأيدي، ذلك طود منيف، وفرع مديد، هيهات الظنون، أنجح إذ أكديتم، وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد، فتى قريش ناشئا، وكهفها كهلا، يفك عانيها، ويريش مملقها، ويرأب شعبها، ويلم شعثها، حتى خلبته قلوبها، ثم استشرى في دين الله، فما برحت شكيمته في ذات الله عز وجل حتى إذا اتخذ بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون، إلى أن قبض الله نبيه، فضرب الشيطان رواقه، ومد عليه ونصب حبائله، وأجلب بخيله ورجله، واضطرب حبل الإسلام، ومرج عهده، وماج أهله، وبغى الغوائل ... إلى أن قالت: فأي أيام أبي تنقمون؟ أيوم إقامته إذ عدل فيكم؟ ... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
فانظر رحمك الله بلاغة زوج رسول الله، وعظم حكمها، وسمو عقلها، وواسع علمها وخبرتها، وبرها بأبيها وقد عدل حين حكم، فإذا بها تتولى الدفاع عنه أمام المسلمين ضد أقوال المبطلين بأبدع بيان، وأفصح لسان، وبأحكم جنان، وبأشد غيرة على الإسلام ومجده ومستقبله.
وكيف تنسى موقف عكرشة بنت الأطرش، فقد دخلت على معاوية ذات يوم متكئة على عكازة، فبعد أن حيته تحية الإسلام، ونادته بيا أمير المؤمنين، دارت بينهما المساجلة التالية: بدأ معاوية الحديث متسائلا: الآن صرت عندك أمير المؤمنين؟ - نعم، إن عليا مات. - ألست متقلدة حمائل السيف يوم معركة صفين؟ تقولين للمقاتلين بأعلى صوتك: «إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب، لا يفقهون الإيمان، ولا يدرون ما الحكمة، دعاهم إلى الباطل فأجابوه، واستدعاهم إلى الدنيا فلبوه! فالله الله عباد الله في دين الله، هذه بدر الصغرى، فيا معشر المهاجرين الأخيار امضوا على بصيرتكم، واصبروا على عزيمتكم، ولاقوا أهل الشام الحمر المستنفرة، فرت من قسورة، تقصع قصع البعير.»
إلى أن قلت: «أيها الناس، إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها، واستبطئوا مدة الآخرة فسعوا لها. أيها الناس، لولا أن تبطل الحقوق، وتعطل الحدود، ويظهر الظالمون، وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه. فإلى أين تريدون رحمكم الله؟ عن ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
نامعلوم صفحہ