وقد ذكر بعد هذا أحاديث دالة على فضل الإمام علي بن موسى الرضي، والإمام المهدي النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن والإمام الحسين بن علي الفخي، والإمام القاسم [21-ب] بن إبراهيم، والإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، والإمام الناصر للحق بخصوصهم، وليس هذا محل لذكرها(1)، فمن أحب الاطلاع عليها فقد نبهناه على موضعها، لأنه لم يجر فيها ذكر الشيعة ونحن بصدد ذلك، ولنعد إلى ذكر فضل الإمام زيد بن علي وشيعته فنقول:
قال المنصور بالله -عليه السلام- في آخر الجزء الرابع من (الشافي) وهو أيضا آخر أجزاء الكتاب قبل كراسين ونصف تبقى قبل آخره ما لفظه [20أ-أ]: وما رويناه أيضا بالإسناد الموثوق به إلى السيد أبي طالب -عليه السلام- قال أبي رحمه الله تعالى: قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي -رضوان الله عليه- إملاء، قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن يحيى بن محمد، عن موسى بن هارون، عن سهل بن سليمان الداري عن أبيه قال: شهدت زيد بن علي -عليه السلام- يوم خرج لمحاربة القوم بالكوفة فلم أر يوما كان أبهى ولا رجالا أكثر قراء ولا فقهاء ولا أوفر سلاحا من أصحاب زيد بن علي -عليه السلام-، فخرج على بغلة شهباء وعليه عمامة سوداء وبين يدي قربوس سرجه مصحف فقال: ((أيها الناس أعينوني على أنباط الشام فوالله لايعينني عليهم أحد إلا رجوت أن يأتي يوم القيامة آمنا حتى يجوز على الصراط ويدخل الجنة، والله ما وقفت هذا الموقف حتى علمت التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام بين الدفتين، وقال: نحن ولاة أمر الله وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة رسول الله، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر))(2).
قلت: قلت : ولا يقول -عليه السلام- هذا المقال إلا عن علم فهو توقيف أو كالتوقيف.
صفحہ 68